ومن أمثلة الليليّ) آية تحويل القبلة، وهي: ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ﴾. وكان ﷺ يصلى شطر بيت المقدس ومكث كذلك سبعة عشر شهرا، وكان يعجبه أن يصلى شطر المسجد الحرام، فنزلت المدنية هذه الآية ليلا.
(ومنه): سورة الأنعام، نزلت بمكة ليلا جملة حولها سبعون ألف ملك يجأرون بالتسبيح.
(ومنه): سورة مريم والمعوذتان والمنافقون.
(ومن الفراشي) آية: ﴿وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾، وكانوا يحرسون النبي ﷺ بالليل، ولما نزلت عليه هذه الآية قال لهم: ﴿انْصَرِفُواْ فَقَدْ عَصَمَنِي اللهُ﴾.
(الدرس السابع): معرفة الصيفيّ والشتائيّ في التنزيل
والمراد بالصيفي: ما نزل على الرسول ﷺ صيفا، ويدخل فيه الربيع مدة حلول الشمس في البروج الشمالية الستة، وهي: (الحمل، والثور، والجوزاء، والسرطان، والأسد، والسنبلة).
والمراد بالشتائيّ، ويدخل فيه الخَريف مدة حلول الشمس في البرود الجنوبية الستة، وهي: (الميزان، والعقرب، والقوس، والجدي، والدلو، والحوت) فجملة فصول السنة أربعة (الصيف، والربيع، والشتاء، والخريف). وجملة البروج اثنى عشر، وهي التى ذكرناه، ستة شمالية وستة جنوبية.
ومن أمثلة الصيفي (آية الكلالة)، وهي في سورة النساء ﴿يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَة﴾ إلى آخر السورة، نزلت في سفر حجة الوداع فبعد ما نزل فيها من الصيفي كأول المائدة، وكقوله تعالى فيها ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً﴾، وكقوله تعالى في سورة البقرة ﴿وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ﴾، وسورة النصر، وآية الدين في البقرة.