ومن أمثلة الشتائي قوله تعالى فى سورة النور: ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْأِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ﴾ إلى آخر عشر آيات، وهي التى تسمى آيات البراءة التى نزلت تبرأة للسيدة عائشة رضي الله عنها مما نسبه إليها المنافقون إفتراء وضلالا.
(الدرس الثامن): في أول ما نزل وآخر ما نزل من القرآن الكريم
دلت الأحاديث على أن أول ما نزل من القرآن على النبي ﷺ وهو بغار حراء بمكة المكرمة الآيات الخمس الأولى من سورة العلق، ثم فتر الوحي مدة، وبينما هو يمشى فى الوادى أن سمع صوتا فنظر أمامه وخلفه وعن يمينه وعن شماله، فلم ير شيئا، فنظر إلى السماء فإذا بها جبريل عليه السلام الذى جاءه بحراء، فأخذته رجفة وعاد إلى بيته وطلب أن يدثّروا فدثّروه فنزل: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ. قُمْ فَأَنْذِرْ﴾ إلى آخر الآية.
أما أول ما نزل فى المدينة بعد الهجرة فسورة المطففين، وآخر سورة نزلت بها براءة.
آخر آية نزلت آية الكلالة في سورة النساء وآخر سورة براءة. رواه الشيخان عن البراء بن عازب.
وروى البخاري عن ابن عباس أن آخر آية نزلت آية الربا فى آخر البقرة. وعن اب عباس أن آخر آية نزلت: ﴿وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّه﴾ فى سورة البقرة، وتوفي الرسول بعدها بأحد وثمانين يوما، وقيل: بتسع ليال حيث توفي ليلة الإثنين لليلتين خلتا من ربيع الأول فى السنة الحادية عشرة من الهجرة. وعن ابن عباس آخر سورة نزلت: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾، وقد أطال الكلام فى هذا الموضوع صاحب الإتقان.
(الدرس التاسع): معرفة سبب النزول
والمراد بسبب النزول: ما نزلت الآية أو الآيات متحدثة عنه أو مبينة لحكمه وقت وقوعه، وذلك فى زمن النبي صلى الله عليه وسلم.


الصفحة التالية
Icon