فمن ذلك ما رواه الحاكم بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه ﷺ قرأ: ﴿مَلِكِ يَوْمِ الدِّيْن﴾ بلا ألف، وقد قرأ بها خمسة من القرّاء السبعة، وهم: أبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، وابن كثير، ونافع، وقرأ عاصم والكسائي بألف.
وكذلك (الصِّرَاطَ المُسْتَقِيْمْ) بالصاد، وهي قراءة الجمهور ما عدا عقيلا، وهو أبو عمر محمد بن عبد الرحمن المحزومي، فإنه قرأ بالسين، وما عدا خلفا، وهو أبو محمد خلف بن هشام، فإنه قرأها بإشمام الصاد زايا.
وكذلك قوله تعالى فى سورة البقرة: ﴿فَرِهَانٌ مَقْبُوْضَة﴾ ثبت أن النبي ﷺ قرأها ﴿فَرُهُنٌ مَقْبُوْضَة﴾ بضم الراء والهاء بصيغة الجمع بغير ألف، وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو. وأما الباقون فقرؤها ﴿فَرِهَانٌ مَقْبُوْضَة﴾ بكسر الراء وألف بعدها.
وقرأ ﷺ ﴿نُنْشِزُهَا﴾ بضم النون الأولى وسكون الثانية وكسر الشين بعدها زاي، وهي قراءة حمزة والكسائي وعاصم وابن عامر، وقرأ الباقون ﴿نُنْشِرُهَا﴾ بالراء بدل الزاي.
وقرأ ﷺ ﴿مِنْ أَنْفَسِكُمْ﴾ فى آخر سورة التوبة بقتح الفاء، ومعناها: "من أعظمكم قدرا" كما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما. قال فى روح المعانى: وهي قراءة ابن عباس، وابن محيصن، والزهري. وقرأ السبعة ﴿مِنْ أَنْفُسِكُمْ﴾ جمع نفس. إهـ، وغير ذلك مما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم.
(الدرس الثاني عشر): فيمن اشتهر من الصحابة والتابعين
رضوان الله عليهم بحفظ القرآن الكريم وإقرائه
فمن الصحابة الذين اشتهروا بذلك أحد عشر، وهم: علي ابن أبي طالب الهاشمي، وعثمان بن عفان الأموي، وأبي بن كعب الخزرجي، وزيد بن ثابت الأنصاري الخزرجي، وعبد الله بن مسعود الهذلي، وأبو الدرداء عُوَيْمِرْ بن زيد الخزرجي، ومعاذ بن جبل، وأبو قيس بن السكن رضي الله عنهم، فهؤلاء ثمانية اشتهروا بحفظ القرآن وتعليمه لغيرهم.