فمنهم أخذ أبو هريرة عبد الرحمن بن صَخْر الدوسي اليمني، وعبد الله بن عباس الهاشمي، وعبد الله بن السائب المطّلبي رضي الله عنهم. فهؤلاء ثلاثة أخذوا عن أولئك الثمانية، فجملة الصحابة أحد عشر، رضي الله عنهم أجمعين.
وأما التابعون، فقد اشتهر منهم بحفظ القرآن وإقرائه كثيرون، منهم: يزيد بن القعقاع، والأعرج عبد الرحمن بن هرمز، ومجاهد بن جبر، وعطاء بن يسار، والأسود بن يزيد، وعكرمة مولى ابن عباس، والحسن البصري، وعبيدة بن قيس السلماني، وغيرهم.
فهؤلاء القراء والحفاظ من الصحابة والتابعين هم مرجع القراء السبعة المتواترة قراءتهم، فإن نافعا أخذ عن يزيد بن القعقاع، وابنَ كثير أخذ عن عبد اللح بن السائب، وأبا عمرو أخذ عن يزيد بن القعقاع ومجاهد، وابنَ عامر أخذ عن أبى الدرداء، وعاصما أخذ عن زِرّ بن حبيش، وحمزة أخذ عن عاصم، والكسائي أخذ عن حمزة رضي الله عنهم أحمعين.
(الدرس الثالث عشر): وقوع المعرّب والغريب فى القرآن الكريم
اعلم أن (المعرّب) بضم الميم وفتح العين والراء المشددة هو اللفظ الذى يوجد فى اللغة العربية استعماله، ويوجد له استعمال فى العجمية، بأن كان أصله أعجميا، ثم نقل إلى العربية أعلاما، ومنها أسماء غالب الأنبياء، كإبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق، وغير ذلك.
وقد اختلف العلماء فى (المعرّب)، هل ورد فى القرآن الكريم أم لا ؟، والصحيح أنه ورد فيه لكن بقلة جدا، وهذا لا ينافى قوله تعالى: ﴿قُرْآنًا عَرَبيًّا﴾ مع المراد الغالب، أو أن الأعجمي الذى فيه صار عربيا باستعمال العرب له وتناسى أصله، أو أنه من توافق اللغات.