فمثال ذلك: (أّوَّاهٌ) من قوله تعالى: ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ﴾، فإن معناه الموقن بلغة الحبشة. وكذلك (الكِفْلُ) من قوله تعالى: ﴿يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا﴾، و قوله تعالى: ﴿يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ﴾، فإن معناه الضِعْف بكسر الضاد، بلغة الحبشة. وكذلك (القِسْطَاسُ) بمعنى العدل، وغير ذلك.
أما الغريب فهو هنا اللفظ الذى يطلق على معنى لا يعرف إلا بالتفتيش والبحث عنه فى معاجم اللغة ولا مدخل للرأي فيه، كـ (القَسْوَةِ) إسم للأسد، و (الأَبّ) من قوله تعالى: ﴿وَفَاكِهَةً وَأَبّاً﴾، وغير ذلك مما لا يعرف معناه إلا العلماء المطلعون، والنقلة الباحثون. والله أعلم
(الدرس الرابع عشر): المشترك والمرادف
اعلم أن المشترك ينقسم إلى قسمين: (مشترك معنوي) وهو: ما اتحد فيه اللفظ والمعنى، ولكن يختلف باختلاف ما يصدق عليه، فينزل فى كلٍ بحسب ما يليق به من ذلك المعنى، و(مشترك لفظي) وهو المقصود هنا، وهو : ما اتحد لفظه وتعدد معناه بحسب الوضع، نحو (القُرْءِ)، فإنه مشترك بين الطهر والحيض. والأصح أنه هو والمرادف واقعان فى القرآن الكريم، نحو (القُرْءِ) فى قوله تعالى: ﴿فعدتهن ثلاثة قروء﴾، وتحو (وَيْل)، فإنه إسم لواد فى جهنم وكله عذاب، ونحو (المَوْلى)، فإنه إسم للسيد والعبد، و (تَوَّاب) فإنه إسم للتائب، ولقابل التوبة، وغير ذلك.
وأما المرادف فهو عكس المشترك اللفظي أي ما اتحد معناه وتعدد لفظه، نحو (الإنسان والبشر) و (اليَمّ والبحر) و (العذاب والرجس)، ونحو ذلك
(الدرس الخامس عشر): فى مباحث المعانى المتعلقة بأحكام القرآن الكريم
وهي كثيرة: (منها) العموم، وهو أنواع:
(أحدها) العموم المطلق أي الذى لم يخصص بشيء ولم يرد به خصوص بل هو باق على عمومه، وذلك نحو قوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾، وقوله تعالى: ﴿وَاللهُ خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾.


الصفحة التالية
Icon