ثانيها) العام المخصوص بمخصص متصل أو منفصل، نحو قوله تعالى: ﴿وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوء﴾، فإنه مخصوص بالحامل، فعدتها وضع الحمل، وبالأمة فعدتها قرءان. ونحو قوله تعالى: ﴿اقْتُلُوْا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ﴾ الآية، فإنه مخصوص بقوله تعالى: ﴿إِلاّ الذِيْنَ عَاهَدْتُمْ﴾.
(ثالثها) العام الذى أريد به خاص، نحو قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُم﴾ الآية، فإن المراد بعموم الناس القائل خصوص شخص، وهو نعيم بن مسعود الثقفي، والناس الثانى أريد به أبو سفيان. ونحو قوله: ﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ﴾ الآية، فالمراد بالناس هنا النبي صلى الله عليه وسلم، وأطلق عليه لأنه جامع لجيع صفات الناس الحميدة.
والنوع الأول حقيقة، والثانى والثالث مجازان، أحدهما قرينته لفظية، وهو العام المخصوص بخاص، فقرينته المخصص له. وثانيهما قرينته قد تكون لفظية، كما فى قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ﴾، فإن قرينته لفظية، لأن المراد نعيم بن مسعود المذكور، وإما عقلية، كما فى قوله تعالى: ﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ﴾ إلى آخره، فإن قرينته حالية. والله أعلم.
(الدرس السادس عشر): ما خصص من الكتاب بالسنة
وما خص من السنة بالكتاب
اعلم أن هذا يقال له: (مبحث تخصيص العام)، وقد وردت فى القرآن الكريم عمومات كثيرة، ولها مخصص من السنة، وورد فى السنة عمومات كثيرة، ولها مخصص من القرآن الكريم، وهذا جائز عند الجمهور، كما هو مقرر فى كتب الأصول.