القسم الثانى): نسخ التلاوة فقط مع بقاء الحكم، وذلك نحو آية الرجم، وهي: ﴿الشّيْخُ والشِّيْخَةُ إِذَا زَنَيَا فَارْجُمُوْهُمَا البَتَّةَ نَكَالاً مِنَ اللهِ - وَاللهُ عَزِيْزٌ حَكِيْمْ﴾ كانت فى سورة الأحزاب، فنسخت تلاوتها وبقي حكمها.
(القسم الثالث) نسخ الحكم والتلاوة معا، وذلك كآية الرضاع، وهي المذكورة فيما رواه الشيخان عن عائشة رضي الله عنها قالت: ﴿كَانَ فِيْمَا أُنْزِلَ "عَشْرُ رَضَعَاتٍ مَعْلُوْمَاتٍ يُحَرِّمْنَ، فَنُسِخْنَ "بِخَمْسِ رَضَعَاتٍ مَعْلُوْمَاتٍ يُحَرِّمْنَ﴾.
(الدرس الثامن عشر): في المجمل والمبين من القرآن الكريم
(المجمل): هو ما لم تتضح دلالته على معناه لسبب من الأسباب. وأسباب الإجمال كثيرة:
(منها) الإشتراك أي تعدد المعانى للفظ واحد، فإذا ورد هذا اللفظ فلا يحمل على أحد المعانى المذكورة إلا بدليل يخصصه، ويسمى هذا الدليل والقرينة بيانا ومبينا، فيخرج بسببه حينئذ اللفظ من حيّز الإشكال إلى حيّز الظهور. مثال ذلك لفظ "قرء" في قوله تعالى: ﴿فعدتهن ثلاثة قروء﴾ جمع قرء بفتح القاف وضمها، فهو مشترك بين الحيض والطهر وقد بينته السنة، ففى الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنه طلّق زوجته وهي حائض، فذُكر ذلك لرسول الله ﷺ فَتَغَيّظَ، ثُمّ قَالَ: ﴿مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا، ثُمّ لْيُمْسِكْهَا حَتى تَطْهُرَ، ثُمّ تَحِيضَ ثُمَّ تَطْهُرَ، ثُمّ إنْ شَاءَ أَمْسَكَ بَعْدُ، وَإِنْ شَاءَ طَلّقَ قَبْلَ أَنْ يَمَسّ، فَتلِْكَ العِدَّةُ التِىْ أمَرَ اللهُ أَنْ يُطَلِّقَ لَهَا النِّسَاءَ﴾ أي قوله تعالى: ﴿فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنّ﴾ يعنى فى الوقت الذي يشرعن فى العدة فيه، فدل على أن زمان العدة هو الطهر.