أما بعد) فقد طالعت هذه الرسالة القيمة التي دبجها يراع ولدنا الفاضل الشيخ (إسماعيل عثمان زين اليمني المكي) في علم أصول التفسير للقرآن الكريم، فألفيتها رسالة قيمو وافية، قد وفقه الله تعالى فيها إلى النهج القويم، بتحرير مباحثها الهامة بعبارات جزلة، وتحقيق واف يفتح لطلاب العلم الأبواب، ويرفع عن الدقيق من المباحث الحجاب، ويرغب في طلب المزيد من العلم لراغبيه، فجزاه الله عن العلم وطالبيه خير الجزاء، وأطال عمره في صحة وسعادة وهناء، ووفقه الله لما يحب ويرضاه، والله سميع الدعاء، وصلى الله على سيدنا محمد خاتم المرسلين، وعلى أله وصحبه والتابعين إلى يوم الدين.
كتبه الفقير
حسن بن محمد المشاط
عفي عنه
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنزل على عبد الكتاب ولم يجعل له عوجا، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي بلغه وبينه بأمر ربه تعالى، ودعا الناس إليه فأعظم به منهجا، وعلى آله وصحبه الكرام والتابعين لهم بإحسان من خير الأنام.(وبعد) فقد طلب مني بعض رواد العلم والدين بمكة المكرمة المهتمين بدراسة (تفسير القرآن الكريم) أن أتحدث إليهم في (علم أصول التفسير) بما يشتمل على المهم من مباحثه التي لا بد لطلابه من الوقوف عليها، فأجبتهم إلى ما طلبوا، وحررت هذه الرسالة متوخيا فيها الإيجاز مع الإيضاح والبيان، والإلمام بأهم المباحث التي يلزم طلاب العلم الوقوف عليها في هذا الشأن فجاءت بحمد الله وتوفيقه وافية شافية، وسميتها (القول المنير في علم أصول التفسير) وقرأتها لهم في عدة دروس سائلا الله تعالى أن ينفع بها رواد هذا العلم الجليل من طلاب العلم في المعاهد والمدارس وسائر الراغبين في علوم الدين، والله سميع مجيب بفضله وكرمه ودعاء الداعين. وإليكم أهم المباحث فيه:
(الدرس الأول): تعريف علم أصول التفسير- موضوعه – استمداده –
واضعه - أول من ألف فيه من العلماء الأعلام