٦ - اخترت وجهًا واحدًا في إعراب مفردات الآية أو جملها أو أشباه جملها، بَيْدَ أن هذا الوجه مما نصَّ عليه أحد علماء العربية بالتصريح أو الإشارة، أو القياس على قول صريح له في موضع آخر مماثل، ويكون له صفة الوضوح والسيرورة.
٧ - يُعنى هذا " المجتبى " بتوحيد إعراب النظائر، ما أمكن إلى ذلك سبيلا. فإذا كان موضع الإعراب في سورتَيْ الأعراف والتوبة مثلا من مشكاة واحدة، من حيث المعنى والصناعة، شملهما الإعراب بتوجيه واحد، وفي هذا جانب منهجي لا يخفى على أرباب الفن.
٨ - عُنيت ببناء ضوابط عامة تفيد في كشف مشكل الآية المعينة وما يقاس عليها، إن كانت مفردات الضابط مشتركة.
٩ - بلغ عدد الموارد التي عدت إليها أكثر من مئة مورد، بعضها أصيل في فنه، وبعضها مساعد كاشف، وذلك في ضوء عيش، وقراءة، وتأمل في مصنفات علوم العربية والتفسير وما يتصل بهما.
١٠ - يمثل هذا " المجتبى " الرأي المختار عندي من مجموع الآراء العلمية التي قيلت، ولا يعني هذا تضعيف غيره، وإنما يعني اختياري الذي أذهب إليه، وهو ما رأيته موافقا للمعنى والصناعة.
أسأل الله سبحانه القبول والإخلاص، وأن يجعلنا مِنْ خَدَمة كتاب الله، الحريصين على مأدبته. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
المدينة المنورة
أ. د. أحمد بن محمد الخراط، المستشار بالمجمع
سورة الفاتحة
آ : ١ ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ﴾
" بسم " : الباء حرف جر، " اسم " اسم مجرور بالكسرة. والجار والمجرور متعلقان بخبر محذوف لمبتدأ محذوف، تقديره : ابتدائي كائن بسم الله، وجملة التقدير ابتدائية. " الرحمن الرحيم " : صفتان مجرورتان بالكسرة.
آ : ٢ ﴿ الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾
" بما لبثوا " : الباء جارة، " ما " مصدرية، والمصدر مجرور متعلق بـ " أعلم "، وجملة " لبثوا " صلة الموصول الحرفيّ، جملة " له غيب السموات " مستأنفة في حيز القول، وكذا جملة " أبصر به ". وقوله " أبصر " : فعل ماض جاء على صورة الأمر، والباء زائدة، والهاء ضمير فاعل، وكذا " أسمع "، وحذف فاعل الثانية؛ لدلالة فاعل الأولى عليه. قوله " ما لهم من دونه " :" ما " نافية مهملة، والجار متعلق بخبر المبتدأ " ولي "، و " من " زائدة، الجار " من دونه " متعلق بحال من " ولي " والجملة مستأنفة، وجملة " ولا يشرك " معطوفة على جملة " ما لهم ولي ".
آ : ٢٧ ﴿ وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا ﴾
" ما " موصولة مفعول به، الجار " من كتاب " متعلق بحال من " ما "، وجملة " لا مبدِّل لكلماته " حال من " كتاب "، و " لا " نافية للجنس تعمل عمل " إنّ "، واسمها، وجملة " ولن تجد " معطوفة على " لا مبدِّل "، الجار " من دونه " متعلق بالمفعول الثاني لـ " وجد "، " ملتحدا " المفعول الأول
٢٩٧
٢٨ ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾
" مع " ظرف متعلق بالفعل، جملة " يريدون " حال من فاعل " يدعون "، " عيناك " فاعل مرفوع بالألف؛ لأنه مثنى، وجملة " تريد " حال من الضمير المستتر في " تَعْدُ ".
مفعولا " أورثنا " : الكتاب، الذين. الجار " من عبادنا " متعلق بحال من الموصول، وجملة " فمنهم ظالم " معطوفة على جملة " اصطفينا "، الجار " لنفسه " متعلق بـ " ظالم "، الجار " بالخيرات " متعلق بـ " سابق "، والجار " بإذن " متعلق باسم الفاعل " سابق "، " هو " ضمير فصل.
آ : ٣٣ ﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ﴾
" جنات " بدل من " الفضل الكبير "، جملة " يدخلونها " نعت، وجملة " يحلون " حال من الواو في " يدخلونها "، الجار " من أساور " متعلق بـ " يحلون "، الجار " من ذهب " متعلق بنعت لـ " أساور "، وقوله " ولؤلؤاً " اسم معطوف على محل " من أساور "، وجملة " ولباسهم فيها حرير " معطوفة على جملة " يحلون "، الجار " فيها " متعلق بحال من " لباسهم ".
آ : ٣٤ ﴿ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ ﴾
جملة " وقالوا " مستأنفة، والموصول نعت للجلالة، وجملة " إن ربنا لغفور " معترضة.
آ : ٣٥ ﴿ الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ ﴾
" الذي " بدل من الموصول الأول، " دار " مفعول ثان "، الجار " من فضله " متعلق بحال من فاعل " أحلَّنا "، وجملة " لا يمسنا " حال من " دار ".
آ : ٣٦ ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ ﴾