صَه١، ومَه٢، وإِيه٣، وإِيهًا٤، وحيَّهل٥، ودونك، وعندك، ونحو ذلك.
لا تقول : دونه زيدًا، ولا عليه جعفرًا، كقولك : دونك زيدًا، وعليك سعدًا. وقد شذ حرف من ذلك فقالوا : عليه رجلًا لَيْسَنِي. ولهذا المعنى قوِي ضمير الحاضر على ضمير الغائب فقالوا : أنت وهو، فلما صاغوا لهما اسمًا واحدًا صاغوه على لفظ الحضور "٧٥ظ" لا لفظ الغيبة، فقالوا : أنتما، فضموا الغائب إلى الحاضر، ولم يقولوا : هما، فيضموا الحاضر إلى الغائب، فهذا كله يريك استغناءَهم بقُمْ عن لِتَقُم ونحوه.
وكأن الذي حسَّن التاءَ هنا أنه أمر لهم بالفرح، فخوطبوا بالتاء لأنها أذهب في قوة الخطاب، فاعرفه، ولا تقل قياسًا على ذلك : فبذلك فلتحزنوا؛ لأن الحزن لا تقبله النفس قبول الفرح، إلا أن تريد إصغارهم وإرغامهم، فتؤكد ذلك بالتاء على ما مضى.
ومن ذلك قراءة أبي عبد الرحمن والحسن وابن أبي إسحاق وعيسى الثقفي وسلام ويعقوب، ورُويت عن أبي عمرو :"فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ"٦ مكسورة الميم ورفع "شركاؤكم". وقرأ :"فَاجْمَعُوا أَمْرَكُمْ" غير مهموزة والميم مفتوحة "وشُرَكاءَكم" نصبًا الأعرج وأبو رجاء وعاصم الجحدري والزهري، ورُوي عن الأعمش. وفي قراءة أبي :"وادْعُوا شُرَكاءَكم ثم اجمَعوا أَمْرَكم".
قال أبو الفتح : أما "فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ" بالرفع، فرفعه على العطف على الضمير في "أَجْمِعوا"، وساغ عطفه عليه من غير توكيد للضمير٧ في "أَجْمِعوا" من أجل طول الكلام بقوله :"أْمْرَكُم". وعلى نحو من هذا يجوز أن تقول : قم إلى أخيك وأبو محمد، واذهب مع عبد الله وأبو بكر، فتعطف على الضمير من غير توكيد وإن كان مرفوعًا ومتصلًا؛ لما ذكرنا من طول الكلام بالجار والمجرور. وإذا جاز قول الله تعالى :﴿مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا﴾٨، وأن نكتفي بطول الكلام بـ"لا" وإن كانت بعد حرف العطف؛ كان الاكتفاء من التوكيد بما هو أطول من "لا"، وهو أيضًا قبل الواو، كما أن التوكيد لو ظهر لكان قبلها أحرى.
٢ مه : كف.
٣ إيه : زد.
٤ إيها : اسكت.
٥ حيهل : اعجل.
٦ سورة يونس : ٧١.
٧ في ك : الضمير.
٨ سورة الأنعام : ١٤٨.