جمع مرفقيها بما حولها، ومثله ما رويناه عن أبي علي من قوله :
مَرَّتْ بِنا أوَّلَ مِن أُمُوسِ تَمِيسُ لِينا مِشْيَةَ الْعَرُوسِ١
فسَمَّى كل جزء من أمسِ أمسًا، ثم جمع عليه. ويشهد لوصل ألف الياس قوله :
أُمَّهَتِي خِنْدِفُ وَالْيَاسُ أَبِي٢
وتكون لام التعريف هنا - بمنزلتها في اليسع - زائدة؛ لأن الاسم علم وليس بصفة، فيجري مجرى العباس والحارث. قال أبو عثمان : سألت الأصمعي عن قول الشاعر :
وَلَقَدْ جَنيْتُكَ أَكْمُؤًا وَعَساقِلا وَلَقَدْ نَهَيْتُكَ عَن بَناتِ الأَوْبَرِ٣
فقال : الألف واللام هنا زيادة. ولذلك نظائر كثيرة، ولو قيل : إنها لحقت هنا لأنه٤ مصدر، فَشُبِّهَ بالصفة، كالعلاء والفضل لكان وجها.
ومن ذلك قراءة ابن مسعود ويحيى والأعمش، والمنهال بن عمرو٥ والحكم بن عتيبة :" وإنَّ إِدْرِيس"، "سَلامٌ عَلَى إِدْرَاسِينَ"٦.
٢ لقصي بن كلاب جد النبي صلى الله عليه وسلم، وقبله :
إني لدى الحرب رخى اللبب عند تناديهم بهال وهب
معتزم الصولة عالي النسب أمهتي خندف والياس أبي
والرخى : المرتخى. واللبب : ماء يشد على ظهر الدابة ليمنع السرج والرحل عن الاستئخار، وإنما يكون الارتخاء عن كثرة جري الدابة. يكنى بذلك عن كثرة مبارزته للأقران. وهال : اسم فعل لزجر الخيل، وهب : اسم فعل لدعائها. وأمهتي خندف، أي أمي، ويريد أم جده مدركة بن الياس بن مضر. وكذا يريد بقوله : والياس أبي، جده الياس بن مضر. وخندف : هي بنت عمران بن الحارث بن قضاعة، امرأة من اليمن. شواهد الشافية : ٣٠١.
٣ جنيتك : جنيت لك. والأكمؤ : جمع الكمء، وهو من النبات. والعساقل : الكبار البيض الجياد من الكمأة، وبنات أوبر : كمأة لها زغب، وهي رديئة. وانظر الخصائص : ٣ : ٥٨.
٤ يريد الياس.
٥ هو المنهال بن عمرو الأنصاري، ويقال : الأسدي الكوفي. ثقة مشهور كبير، عرض على سعيد بن جبير، وعرض عليه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وروى عنه منصور والأعمش وشعبة والحجاج. طبقات ابن الجزري : ٢ : ٣١٥.
٦ قراءة أخرى في الآية ١٣٠ من سورة الصافات. وانظر في البحر "٧ : ٣٧٢" ما يرويه أبو حيان وما يقوله عن إدريس والياس.