وقال محيي الدين ابن عربي ( لا بد من مناسبة بين آي القرآن، وإن كان بينهما بعد ظاهر، ولكن لا بد من وجه جامع بين الآيتين مناسب، هو الذي أعطى أن تكون هذه الآية مناسبة لما جاورها من الآيات، لأنه نظم إلهي، وما رأينا أحدا ذهب إلى النظر في هذا إلا الرماني ( توفي سنة ٣٨٦هـ) من النحويين، فإن له تفسيرا للقرآن، أخبرني من وقف عليه أنه نحا في القرآن هذا المنحى.. ثم يقول : إن مسمى الآية إذا لزمتها أمور من قبل أو بعد، يظهر من قوة الكلام أن الآية تطلب تلك اللوازم، فلا تكمل الآية إلا بها، وهو نظر الكامل من الرجال، فمن ينظر في كلام الله علىهذا النمط، فإنه يفوز بعلم كبير، وخير كثير، فإن الحق سبحانه، لا يعين لفظا، ولا يقيد أمرا، إلا وقد أراد من عباده أن ينظروا فيه، من حيث ما خصصه وأفرده لتلك الحالة، أو عينه بتلك العبارة، ومتى لم ينظر الناظر في هذه الأمور بهذه العين، فقد غاب عن الصواب المطلوب. ) ١٠٧
وقال الإمام برهان الدين ابراهيم بن عمر البقاعي :( علم مناسبات القرآن : علم تعرف منه علل ترتيب أجزائه، وهو سر البلاغة لأدائه إلى تحقيق مطابقة المعاني لما اقتضاه الحال، وتتوقف الإجادة فيه على معرفة مقصود السورة المطلوب ذلك فيها، ويفيد ذلك معرفة المقصود من جميع جملها، فلذلك كان هذا العلم في غاية النفاسة، وكانت نسبته من علم التفسير، نسبة علم البيان من النحو.) ١٠٨
ويرى الشيخ سعيد حوى في مقدمة تفسيره :( أن علماءنا دندنوا حول ضرورة البحث عن الصلة والمناسبة بين الآيات في السورة الواحدة، وعن الصلة والمناسبة بين سور القرآن عامة، ثم يقول : ولكن وإن عرج بعض المفسرين على هذا الموضوع، فإن أحدا لم يستوعب القرآن كله بذكر الربط والمناسبة بين الآيات في السورة الواحدة، وبين سور القرآن بعضها مع بعض على ضوء نظرية شاملة.) ١٠٩
ب - المعارضون لوجود التناسب بين الآيات والسور :


الصفحة التالية
Icon