ترتيب الآيات في سورها توقيفي ثابت بالوحي، وبأمر رسول الله – ﷺ -، وكانت الآيات تتنزل عليه، ويأمر كتاب الوحي بوضعها في مكانها من السور بتبليغ من جبريل - عليه السلام -. وقد ترادفت النصوص على كون ترتيب الآيات توقيفيا ٥، ونقل الإجماع على ذلك غير واحد من العلماء منهم : الزركشي، حيث قال :( فأما الآيات في كل سورة، ووضع البسملة في أوائلها، فترتيبها توقيفي بلا شك، ولا خلاف فيه. وقال مكي : ترتيب الآيات في السور، ووضع البسملة في الأوائل، هو من النبي – ﷺ -، ولما لم يأمر بذلك في أول براءة، تركت بلا بسملة. وقال القاضي أبو بكر الباقلاني :- ترتيب الآيات أمر واجب، وحكم لازم، فقد كان جبريل يقول : ضعوا آية كذا في موضع كذا.) ٦
المبحث الثاني : تعريف السورة لغة واصطلاحا، وآراء العلماء في ترتيبها.
أ - تعريف السورة لغة، واصطلاحا :
اختلف العلماء في تحديد المعنى الذي اخذت منه السورة بمعناها القرآني، وأقرب الآراء إلى الصواب، ( أن تكون السورة مأخوذة من سورة البناء، أي القطعة منه، فكما أن البناء يقوم سورة بعد سورة، كذلك القرآن، فالله عز وجل نزله على رسوله – ﷺ –، مفرقا في ثلاثة وعشرين عاما، حتى اكتمل بناؤه ) ٧
والسورة في الاصطلاح :( طائفة من القرآن مستقلة، تشمل على آي ذي فاتحة وخاتمة، وأقلها ثلاث آيات. أو هي : الطائفة من القرآن المسماة باسم خاص، بتوقيف من النبي – ﷺ – ) ٨
ب :- ترتيب السور القرآنية، وآراء العلماء في ذلك :
إذا كان الإجماع قد تحقق حول ترتيب الآيات، فهو لم يتحقق حول ترتيب سور القرآن على ما هي عليه في المصحف الآن، واختلفت أقوال العلماء في ذلك على ثلاثة أقوال هي :-