القول الأول :- إن ترتيب السور على ما هو عليه الآن في المصحف، كان باجتهاد من الصحابة. وهو قول جمهور العلماء، ومنهم الإمام مالك، والقاضي أبو بكر بن الطيب في أحد قوليه، ، ويستدلون على مذهبهم هذا بترتيب مصاحف بعض الصحابة، على خلاف ترتيب مصحف عثمان – رضي الله عنه وأرضاه -، كمصحف الإمام علي، وعبد الله بن مسعود، وأبي بن كعب، - رضي الله عنهم أجمعين - ٩
القول الثاني :- إن ترتيب السور كان بعضه بالتوقيف، وبعضه الآخر باجتهاد من الصحابة. قال أبو الحسين أحمد بن فارس: ( جمع القرآن على ضربين : أحدهما : تأليف السور، كتقديم السبع الطوال، وتعقيبها بالمئين، فهذا الضرب هو الذي تولاه الصحابة – رضوان الله عليهم -، وأما الجمع الآخر : فضم الآي بعضها إلى بعض، وتعقيب القصة بالقصة، فذلك شيء تولاه رسول الله – ﷺ -، كما أخبر به جبريل عن أمر ربه – عز وجل- ) ١٠.
ومال ابن عطية إلى هذا الرأي١١.