وقال الذهبي :( عوف الأعرابي : قيل : كان يتشيع، وقد وثقه جماعة، وجرحه جماعة، وكان داود بن أبي هند يضربه ويقول : ويلك ياقدري. وقال بندار : والله لقد كان عوف قدريا، رافضيا، شيطانا.
وأما يزيد فقد اختلفوا فيه، هل هو ابن هرمز أو غيره.. ؟ وقد ذكره البخاري في كتاب الضعفاء، باسم : يزيد الفارسي، لاشتباهه فيه، وحيث أنه قد انفرد بهذا الحديث، فلا يحتج به في شأن القرآن، الذي يطلب فيه التواتر
وقال الذهبي :- قال فيه النسائي وغيره : متروك، وقال الدارقطني، وغيره : ضعيف، وقال أحمد : كان منكر الحديث..
فإذا كان الحديث بهذه المكانة من الضعف، ولم يرتضيه إلا القليل الذين قوموه، ولم يخرجوه عن أقل درجات القبول، فكيف نقبله وأمر القرآن الذي هو في أعلى درجات القمة نقلا، ونظما، وترتيبا.. ؟ ) ٢٠
وثانيا :- على فرض صحة هذه الرواية، [ فقوله في الحديث :( إن رسول الله – ﷺ – كان مما يأتي عليه من الزمان ) يدل في الجملة على التوقيف.
وقوله :( فقبض رسول الله – ﷺ – ولم يبين لنا أنها منها ) بعيد، إذ الأنفال نزلت في السنة الثانية عقب غزوة بدر، والتوبة نزلت في أواخر السنة التاسعة بعد غزوة تبوك، وبعد خروج أبي بكر للحج على رأس المسلمين، فكيف يعقل أن يظل الرسول – ﷺ – زهاء خمسة عشر شهرا ولا يبين للناس أنها منها، أو من غيرها.. ؟ إنه يكون بذلك قد تأخر عن البيان وقت الحاجة إليه، بل انتقل إلى الرفيق الأعلى قبل البيان، وحاشاه – ﷺ –أن يفعل ذلك، مع ورود الأحاديث الصحاح بأنه كان يعرض القرآن كله في رمضان من كل عام على حبريل، وعرضه في العام الذي توفي فيه مرتين، وحينئذ فأين كان يضع هاتين السورتين في قراءته حينما كان يعرضهما على حبريل.. ؟ ] ٢١