لطائف حول الآية الكريمة
يقول صاحب روح البيان :" وبالجملة فإن آية الكرسي من أعظم ما ينتصر به على الجن فقد جرب المجربون الذين لا يحصون كثرة أن لها تأثيرا" عظيما" في طرد الشياطين عن نفس الإنسان وعن المصروع وعمن تعينه الشياطين مثل أهل الشهوة والطرب وأرباب سماع المكاء والتصدية وأهل الظلم والغضب إذا قرئت عليهم بصدق ](١)(٢)
ومن عظمة هذه الآية الكريمة اشتمالها على اسم الله ( ظاهرا" ومضمرا" سبع عشرة مرة وفي ذلك يقول ابن المنير المالكى [وإنما فضلت لما فضلت به سورة الإخلاص ٠ من اشتمالها على توحيد الله وتعظيمه وتمجيده وصفاته العظمى، قال أحمد :[ وكان جدى رحمه الله عليه يقول: اشتملت آية الكرسي على ما لم تشتمل عليه آية من أسماء الله ( وذلك أنها مشتملة على سبعة عشر موضعا فيها اسم الله تعإلى، ظاهر في بعضها ومستكن في بعض، ويظهر لكثير من العادين منها ستة عشر إلا على بصير حاد البصيرة لدقة استخراجه ٠ الأول : الله، الثانى : هو، الثالث : الحى، الرابع : القيوم، الخامس : ضمير ( لا تأخذه )، السادس ضمير له، السابع : ضمير عنده ٠الثامن : ضمير إلا باذنه، التاسع : ضمير يعلم، العاشر : ضمير عليه، الحادى عشر : ضميرشاء، الثانى عشر: ضمير كرسيه، الثالث عشر ضمير ولا يؤوده، الرابع عشر: وهو، الخامس عشر: العلى، السادس عشر : العظيم ٠فهذه عدة الأسماء البينة ٠ وأما الخفي : فالضمير الذي اشتمل عليه المصدر في قوله (حفظهما) فإنه مصدر مضاف إلى المفعول، وهو الضمير البارز، ولا بد له من فاعل وهو الله، ويظهر عند فك المصدر فيقول : ولا يؤوده أن يحفظهما هو ] (٣)
(٣) - الانتصاف على هامش الكشاف ١/ ٣٠١