"وجه/الواو والجيم والهاء: أصل واحد يدل على مقابلة لشيء، والوجه مستقبل لكل شيء. يقال: وجه الرجل وغيره. وربما عبر عن الذات بالوجه. وتقول: وجهي إليك، وتقول: واجهت فلاناً أواجهه إذا جعلت وجهك تلقاء وجهه"[١١].
والنظائر: جمع نظير، وهو المماثل والشبيه، يقال: فلان نظير فلان إذا كان مثله وشبيهه والجمع نظراء[١٢]، ومن ذلك قول ابن مسعود[١٣]: ((لقد عرفت النظائر التي كان رسول الله r يقوم بها عشرين سورة من المفصل))[١٤]، ((يريد السور المتماثلة في المعاني كالموعظة أو الحكم أو القصص، لا المتماثلة في عدد الآي، لما سيظهر عند تعيينها))، قال المحب الطبري[١٥]:
"كنت أظن أن المراد أنها متساوية في العد، حتى اعتبرتها فلم أجد فيها شيئاً متساوياً"[١٦].
وفي تاج العروس للزبيدي[١٧]:
"النظائر: الأفاضل والأماثل لاشتباه بعضهم ببعض في الأخلاق والأفعال والأقوال[١٨]، ونظائر القرآن: سور المفصل سميت لاشتباه بعضها بعضاً في الطول"[١٩].
وقد استعمل المفسرون النظائر للدلالة على الألفاظ المختلفة لفظاً والمتفقة معنى، فقالوا: الابتلاء، والاختبار، والامتحان: نظائر، كما استعمل الأصمعي[٢٠] في العدد، فقال: عددت إبل فلان نظائر أي مثنى مثنى[٢١].
الوجوه والنظائر اصطلاحاً:
حينما تعرضنا للمدلول اللغوي وجدنا أن علماء من تكلم في الوجوه والنظائر قد جعلوا لهذه الألفاظ معاني اصطلاحية فيما بينهم وجعلوها أسماء لكتبهم. وكان أول من عرّف الوجوه والنظائر ابن الجوزي[٢٢] في كتابه ((نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر في القرآن الكريم)) حيث قال: