"واعلم أن معنى الوجوه والنظائر: أن تكون الكلمة الواحدة قد ذكرت في مواضع من القرآن الكريم على لفظ واحد وحركة واحدة، وأريد بكل مكان معنى للكلمة غير معناها في المكان الآخر، وتفسير كل كلمة بمعنى يناسبها غير معنى الكلمة الأخرى، هذا ما يسمى ((الوجوه))، أما النظائر: ((فهو اسم للألفاظ، وعلى هذا تكون الوجوه اسماً للمعاني، ومن هنا كان الأصل في وضع كتب الوجوه والنظائر))"[٢٣].
وهذا التعريف لم يسلم من نقد ((الزركشي))[٢٤] و((السيوطي))[٢٥]، وهما من أبرز من كتب في الدراسات القرآنية، أما الزركشي فبعد أن عرّف الوجوه والنظائر بقوله:
"فالوجوه: اللفظ المشترك الذي يستعمل في عدة معان كلفظ ((الأمة))، والنظائر كالألفاظ المتواطئة".
قال:
"وقيل: النظائر في اللفظ والوجوه في المعاني وُضّعِفَ لأنه لو أريد هذا لكان الجمع في الألفاظ المشتركة، وهم يذكرون في تلك الكتب اللفظ الذي معناه واحد في مواضع كثيرة، فيجعلون الوجوه نوعاً لأقسام والنظائر نوعاً آخر كالأمثال"[٢٦].
وكذلك السيوطي اقتفى أثر صاحب ((البرهان)) في نقده لتعريف ((ابن الجوزي)) وانتهى إلى تعريفه بقوله:
"فالوجوه: اللفظ المشترك الذي يستعمل في عدة معان كلفظ ((الأمة))..."[٢٧].
أما صاحب ((كشف الظنون)) فلم يتقبل نقد ((الزركشي)) و((السيوطي)) بل أيّد ابن الجوزي فيما ذهب إليه، فقال:
".. ومعناه أن تكون الكلمة واحدة ذكرت في مواضع من القرآن على لفظ واحد وحركة واحدة، وأريد بها في كل مكان معنى غير الآخر، فلفظ كل كلمة ذكرت في موضع نظير للفظ الكلمة المذكورة في الموضع الآخر هو النظائر، وتفسير كل كلمة بمعنى غير معنى الأخرى هو الوجوه، فإذاً النظائر اسم للألفاظ، والوجوه اسم للمعاني"[٢٨].