وبما أخرجه الترمذي في جامعه، عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قال: (من أراد أن ينظر إلى وصية محمد ؟ التي عليها خاتمه ؛ فليقرأ هذه الآيات الثلاث)[١١].
وأخرج الحاكم وابن أبي حاتم عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه قال: (لما أمر الله تعالى نبيه ؟ أن يعرض نفسه على قبائل العرب خرج إلى منى، وأنا وأبو بكر معه، فوقف ؟ على منازل القوم ومضاربهم، فسلم عليهم وردوا السلام، وكان في القوم مفروق بن عمرو، وهانيء بن قبيصة، والمثنى بن حارثة، وكان مفروق بن عمرو أغلب القوم لساناً، وأفصحهم بياناً، فالتفت إلى رسول الله ؟وقال له: إلام تدعو يا أخا قريش؟ فقال النبي ؟ "أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، وأن تؤوني وتنصروني وتمنعوني حتى أؤدي حق الله الذي أمرني به، فإن قريشاً قد تظاهرت على أمر الله، وكذبت رسوله، واستغنت بالباطل عن الحق، والله هو الغني الحميد"، فقال له مفروق: وإلام تدعو أيضاً يا أخا قريش؟ فتلا رسول الله ؟ على مسامعهم هذه الآيات الكريمة: "قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ..." الخ الآيات، فقال له مفروق: وإلام تدعو أيضاً يا أخا قريش، فوالله ما هذا من كلام أهل الأرض ولو كان من كلامهم لعرفناه... فتلا رسول الله ؟ على مسامعهم قوله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ"[١٢]، فقال له مفروق: دعوت والله يا أخا قريش إلى مكارم الأخلاق، ومحاسن الأعمال، وقد أفك قوم كذبوك وظاهروا عليك)[١٣].


الصفحة التالية
Icon