- وهكذا جاء في الحديث الصحيح :( إذا قرأ ابن آدم السجدة اعتزل الشيطان يبكي. يقول : يا ويله. أُمِر ابن آدم بالسجود فسجد، فله الجنة، وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار ! ). رواه مسلم. والنبي ﷺ ذكر هذا ترغيباً في هذا السجود، فدل على أن هذا السجود مأمور به، كما كان السجود لآدم؛ لأن كلاهما أمر، وقد سن السجود عقبه، فمن سجد كان متشبهاً بالملائكة، ومن أبي، تشبه بابليس، بل هذا سجود للَّه، فهو أعظم من السجود لآدم... وهذا الحديث كاف في الدلالة على الوجوب، وكذلك الآيات التي فيها الأمر المقيد، والأمر المطلق ـ أيضاً.
- وأيضاً، فإن النبي ﷺ لما قرأ :( والنجم )، فسجد وسجد معه المسلمون والمشركون، والجن والإنس. كما ثبت ذلك في الصحيح عن ابن عباس....// رواه البخاري في كتاب الجمعة، باب سجود المسلمين مع المشركين + كتاب تفسير القرآن، باب ( فاسجدوا لله واعبدوا ) / وفي الصحيح عن ابن مسعود : أنهم سجدوا إلا رجلا من المشركين أخذ كفا من حصا، وقال : يكفيني هذا. قال : فلقد رأيته بعد قتل كافرا.// رواه الشيخان، البخاري في كتاب الجمعة، باب ما جاء في سجود القرآن وسنتها + باب سجدة النجم + كتاب المغازي، باب قتل أبي جهل ؛ ومسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب سجود التلاوة / وهذا يدل على أنهم كانوا مأمورين بهذا السجود، وأن تاركه كان مذموماً، وليس هو سجود الصلاة، بل كان خضوعا للَّه، وفيهم كفار، وفيهم من لم يكن متوضيا، لكن سجود الخضوع إذا تلي كلامه...


الصفحة التالية
Icon