وقال أبو حنيفة: إن كان من خوف الله لم يقطع، وإن كان من وجع قطع... وروى عن أبى يوسف أن صلاته في ذلك كله تامة، لانه لا يخلو مريض ولا ضعيف من أنين... الرابعة - قوله تعالى: (ويزيدهم خشوعا) تقدم القول في الخشوع في " البقرة " // قال عند تفسير قوله تعالى :( وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ) (البقرة : ٤٥ )... قال : والخشوع : هيئة في النفس يظهر منها في الجوارح سكون وتواضع.... وقال قتادة: الخشوع في القلب، وهو الخوف وغض البصر في الصلاة... قال الزجاج : الخاشع الذي يرى أثر الذل والخشوع عليه كخشوع الدار بعد الاقواء هذا هو الاصل... قال النابغة :
رماد ككحل العين لايا أبينه ونؤي كجذم الحوض أثلم خاشع
ومكانٌ خاشع : لا يهتدى له... وخشعت الاصوات أي سكنت... وخشعت خراشي صدره إذا ألقى بصاقا لزجا... وخشع ببصره إذا غضه... والخشعة: قطعة من الارض رخوة وفي الحديث: (كانت خشعة على الماء ثم دحيت بعد )... وبلدة خاشعة : مغبرة لا منزل بها... قال سفيان الثوري سألت الاعمش عن الخشوع فقال: يا ثوري أنت تريد أن تكون إماما للناس ولا تعرف الخشوع ! سألت إبراهيم النخعي عن الخشوع فقال: أعيمش ! تريد أن تكون إماما للناس ولا تعرف الخشوع ! ليس الخشوع بأكل الخشن ولبس الخشن وتطأطؤ الرأس ! لكن الخشوع أن ترى الشريف والدنئ في الحق سواء وتخشع لله في كل فرض أفترض عليك ونظر عمر بن الخطاب إلى شاب قد نكس رأسه فقال يا هذا ! ارفع رأسك فإن الخشوع لا يزيد على ما في القلب... وقال علي بن أبي طالب: الخشوع في القلب، وأن تلين كفيك للمرء المسلم وألا تلتفت في صلاتك...


الصفحة التالية
Icon