وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم وأبو عبد الرحمن المقرئ قالا حدثنا ابن لَهِيعة، حدثنا مَشْرَح بن هاعان أبو مُصعب المعافري قال: سمعت عقبة بن عامر يقول: قلت يا رسول الله، أفضلت سورة الحج على سائر القرآن بسجدتين ؟ قال: " نعم، فمن لم يسجد بهما فلا يقرأهما "./ ورواه أبو داود والترمذي، من حديث عبد الله بن لهيعة، به. وقال الترمذي: "ليس بقوي " وفي هذا نظر؛ فإن ابن لَهِيعة قد صَرح فيه بالسماع، وأكثر ما نَقَموا عليه تدليسه... وقد قال أبو داود في المراسيل: حدثنا أحمد بن عمرو بن السَّرح، أنبأنا ابن وَهْب، أخبرني معاوية بن صالح، عن عامر بن جَشِب، عن خالد بن مَعْدان؛ أن رسول الله ﷺ قال: "فُضِّلت سورة الحج على القرآن بسجدتين"... ثم قال أبو داود: وقد أسندَ هذا، يعني: من غير هذا الوجه، ولا يصح... وقال الحافظ أبو بكر الإسماعيلي: حدثنا ابن أبي داود، حدثنا يزيد بن عبد الله، حدثنا الوليد، حدثنا أبو عمرو، حدثنا حفص بن عنان، حدثني نافع، حدثني أبو الجهم: أن عمر سجد سجدتين في الحج، وهو بالجابية، وقال: إن هذه فضلت بسجدتين... وروى أبو داود وابن ماجه، من حديث الحارث بن سعيد العُتَقيّ، عن عبد الله بن مُنَين، عن عمرو بن العاص؛ أن رسول الله ﷺ أقرأه خمس عشرة سجدة في القرآن، منها ثلاث في المُفَصّل، وفي سورة الحج سجدتان... فهذه شواهد يَشُدّ بعضها بعضا.
(وقال القرطبي : قوله تعالى: (ومن يهن الله فما له من مكرم) أي من أهانه بالشقاء والكفر لا يقدر أحد على دفع الهوان عنه... وقال ابن عباس: إن من تهاون بعبادة الله صار إلى النار...(إن الله يفعل ما يشاء) يريد أن مصيرهم إلى النار فلا اعتراض لاحد عليه... وحكى الاخفش والكسائي والفراء: " ومن يهن الله فما له من مكرم " أي إكرام...


الصفحة التالية
Icon