وقال الحافظ ابن كثير (ص ٠٨٩)" وقد كره غير واحد من السلف قراءة القرآن في أقل من ثلاث، كما هو مذهب أبي عبيد وإسحاق بن راهوية وغيرهما من الخلف أيضا". وقال شيخ الإسلام (٣١/٧٠٤)" فالصحيح عندهم أنه أمره ـ عبدالله بن عمرو ـ ابتداء بقراءته في الشهر، فجعل الحد مابين الشهر إلى الأسبوع... ولايلزم إذا شرع فعل ذلك أحيانا - التثليث - لبعض الناس أن تكون المدوامة على ذلك مستحبة، ولهذا لم يعلم من الصحابة على عهده من داوم على ذلك أعني على قراءته دائما فيما دون السبع، ولهذا كان الإمام أحمد رحمه الله يقرؤه في كل سبع". ا هـ
أما مانقل عن السلف مما ذكرنا طرفا منه فقد اختلفت مسالك العلماء في الإجابة عليه. فمنهم من حمل ذلك على أنه لم يبلغهم النهي. ومنهم من رأى أنهم لم يحملوا الحديث على المنع من ذلك. ومنهم من رأى أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص.
وهاهنا أمور لعل بها يتضح وجه المسألة :- أولا :- أن ورود ذلك عن السلف والصحابة بوجه أخص لايعني المداومة عليه. خاصة أن الكثير ممن روي عنه ذلك، كعثمان وتميم وغيرهم روي عنه أنه كان يختم في سبع. بل قد نفى ذلك شيخ الإسلام رحمه الله وهو من أعلم الناس في ذلك فقال (٣١/ ٧٠٤) ولهذا لم يعلم في الصحابة على عهده ن دوام على ذلك أعني قراءته دائما فيما دون السبع".
ثانيا :- علل النبي ﷺ ذلك بعلتين الأولى عدم الفقه، والثانية قوله لعبدالله فإن لزورك عليك حقا ولجسدك عليك حقا ولأهلك عليك حقا. وخلال بحثي المتواضع لم أجد ممن سوغ ذلك الإشارة لهذه العلة. فالرجل عليه مسؤولية تجاه أسرته ومنزله وضيفه وكذلك عليه الرفق بنفسه. والإكثار من ختم القرآن على حساب ذلك.