رابعا :- أن خير الهدي هديه ﷺ وهو أعبد الناس وأخشاهم لله وقد غضب على الذين تقالّوا عبادته، وفي رواية أحمد لحديث عبدالله بن عمرو (٧٧٤٦) أنه قال له" لكني أصوم وأفطر وأصلي وأنام، وأمس النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني" وروى مسلم (٦٤٧) من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت ولاأعلم نبي الله ﷺ قرأ القرآن كله في ليلة، ولا صلى ليلة إلى الصبح، ولاصام شهرا كاملا غير رمضان" ونحن متعبدون باتباع سنته وهديه. مع ما نكنه في نفوسنا من تقدير وإكبار وإجلال لسلف الأمة. ولذلك قالت عائشة رضي الله عنها ـ لما قيل لها إن رجالا يقوم أحدهم القرآن في ليلة مرتين أو ثلاثا ـ" قرأوا أو لم يقرأوا كنت أقوم مع رسول الله ﷺ ليلة التمام فيقرأ بالبقرة وآل عمران والنساء، فلا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا ورغب ولا بآية فيها تخويف إلا دعا واستعاذ" والحديث ذكره في الفتوحات (٢/١٣٢) ونسب للحافظ أنه قال والحديث حسن أخرجه ابن أبي داود وأخرج أحمد المرفوع منه فقط". خامسا :- هناك وظائف شرعية كالجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله وإصلاح الناس، والتي هي من فروض الكفاية ومن أفضل الأعمال الصالحة والأمة لاتستغني عن جهود أبنائها في ذلك. ففي التفرغ لتلاوة القرآن على هذا النحو تعطيل لهذه الوظائف خاصة في هذا العصر، وقد أشار النووي رحمه الله إلى شئ من ذلك حين قال في التبيان (ص ٨٤)" وكذا من كان مشغولا بنشر العلم وغيره من مهمات الدين ومصالح المسلمين فليقتصر على قدر لايحصل بسبه إخلال بما هو مرصد له" اهـ.
سادسا :- في مقابل هؤلاء الذين نقل عنهم الإكثار من ختم القرآن نقل عن غيرهم بل أكثر السلف التسبيع، فلم يكون رأي أولئك أولى بالقبول من هؤلاء وهم أكثر وفعلهم يتأيد بالسنة الصحيحة عنه صلى الله عليه وسلم