بعد هذه العجالة عن الخليَّة الحيَّة نتابع رحلتها وهى تتكاثر لتصبح إنساناً سوياً وسوف نعرف ذلك عند دراستنا لقوله تعالى: (أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ (٥٨) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ) إن شاء الله..
وإذا ثبت تهافت الداروينية في تصور الطريقة التي تكونت بها الخليَّة الأولى فتهافتها في إثبات دعوى التطور من باب أولى.
فالانتخاب يقتضى القدرة على المقارنة ثم الاختيار والطبيعة بمجموعها غير عاقلة حتى المخ البشرى وهو أرقى أنواع المادة فقد ثبت علميا أنه شيء، والعقل البشرى شيء آخر.
فالتفكير والتخيل والتصور ليس عملاً مادياً. فكيف تتخير المادة وهى غير عاقلة؟
قانون الاصطفاء الطبيعى:
يدعى علماء التطور أن الطبيعة تلجأُ إلى الانتخاب وتحتفظ بالانتقال النافع وتنفى الانتقلات الضارة وبهذه الصورة يتحول الكائن الحى إلى نوع رفيع واعتبروا هذا القانون هو الدليل الوحيد على آليَّة التطور مع أنه افتراض وليس بدليل.
وقد قام عالم التطور المتعصب (سير جيمس غرى) في كتابه (العلم اليوم)
قال: فعلينا إما أن نقبل الاصطفاء الطبيعى كدليل وحيد على آليَّة التطور وأن نقبل بأن فيه قسطاً كبيراً من الخيال، وإما أن نعترف بأن الاصطفاء الطبيعى يقوم على أساس الانتقال العرضى الذي يأتي اتفاقاً وأن نعطى للمصادفة دوراً أكثر أهمية في هذا الميدان.
ونعتبر التطورالعضوى نوعاً من (اليناصيب الطبيعى) فإنه يبدوا من الغرابة بمكان أن تكون أوراق هذا اليناصيب الرابحة بهذا القدر من الكثرة ومع هذا فإني أقول: أنْ ليس هناك ما يثبت أن رأيي خير من غيره من الآراء.
وقد أعجبنى وأنا أكتب هذا الفصل، قول (جان روستان) فى