وقوله تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)
دليل على النبوة. نزلت لتسجل أخلاق النبي قبل البعثة لأن سورة القلم نزلت بعد سورة (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ)
فلا يتصور أن القرآن يعني بها أخلاق النبي - ﷺ - بعد البعثة وإذا كانت أخلاقه قبل البعثة كما وصف القرآن فإن هذه الأخلاق قد رشحته للنبوة ولا شك أن أخلاقه بعد النبوة أكمل.
...
فالسيدة خديجة - رضى الله عنها - وهرقل ملك الروم كلاهما استدل بأخلاق النبي - ﷺ - على نبوته.
وعلى هذا المنهج فقوله تعالى (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)
ترسم دليلا من أخلاق النبي - ﷺ - على صدق دعوته.
ومعلوم أن الآية الكريمة تتكلم عن أخلاق النبي - ﷺ - قبل بعثته.
لأن سورة القلم نزلت بعد سورة اقرأ بأيام قلائل لا يمكن أن نتصور فيها حدوث تغير في أخلاق النبي - ﷺ -.
فالله سبحانه يمدح أخلاق النبي - ﷺ - قبل بعثته وهو الجانب الذي أهله للنبوة (اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ)
وإذا كان النبي - ﷺ - قبل النبوة على خلق عظيم فإنه بعد النبوة تمم مكارم الأخلاق.
والذى يعنينى هنا أن أخلاق النبي - ﷺ - امتدحها القرآن ليقيم بذلك دليلا عقليا على نبوته.
فأول مبادئ الأخلاق هو الصدق، والصادق لا يكذب أهله.


الصفحة التالية
Icon