ثانيا: أن ندرس القوانين الوضعية التي يحتكم إليها العالم اليوم.
لنعرف عمق شريعة الإسلام وأصالته.
واعتقد أن أي مقارنة بين شريعة الله وبين قوانين الأرض فهى مقارنة ظالمة.
لأن الشريعة ثابتة منذ أن أنزلها الله أما القوانين فقد دخل عليها مئات التعديلات ومع ذلك فنحن نقبل المحاكمة والمقارنة.
وقد أفردت لهذا الموضوع الكتاب الرابع من (سلسلة يا ولدي) وعنوانه شريعة الله يا ولدي.
أهم خصائص شريعة القرآن:
أنها شريعة ثابتة الأحكام، ثبوت القوانين الكونية.
قال تعالى: (لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ)
فقاونين الكون ثابتة.
قال تعالى: (لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ)
فشريعة الله ثابتة.
(أ) الجانب الإلهي والجانب الاجتهادي:
احتوت الشريعة الإسلامية على جانبين (جانب إلهي وجانب اجتهادي) فالجانب الإلهي: هو الذي نص عليه القرآن نص لا يقبل التأويل. كقوله تعالى: (وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا)
(وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا)
وما حرمه الرسول - ﷺ - كما حرمه الله.
لأننا أخذنا عن النبي - ﷺ - القرآن فأخذنا لفروع الشريعة منه أولى.
ولأن الله سبحانه أمرنا أن نأخذ كل ديننا عن النبي - ﷺ - قال تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)
وهذا الجانب من الشريعة يأخذ حكم العقيدة في الثبوت ويكفر جاحده كما يكفر جاحد العقيدة تماما
أما الجانب الاجتهادي. فأصله من الكتاب والسنة إلا أن الله ترك للعلماء أن يجتهدوا في استخلاص الأحكام الشرعية من هذه النصوص. فأحكامه اجتهادية وهذا الجانب يقبل الأخذ منه والرد عليه بأدلة شرعية والأصل في هذا الجانب أن المسألة إذا دخلت فى


الصفحة التالية
Icon