ولكن العلم الحديث لم يستطع أنْ يُخَطِّأَ آيةً واحدةً من القرآن الكريم.
فما سرُّ أن يقف العلم هذا الموقف من القرآن.
إنَّ الإجابة على هذا السؤال تفرض واحداً من أمرين:
إما أن يكون محمد هو الذي خلق هذا الكون وهو يتكلم عن شيء صنعه بيده وهذا رأى باطل بل مستحيل.
وإما أن يكون خالق الكون هو الذي علَّم محمداً - ﷺ - هذا القرآن، فالقرآن منزل من عند الله.
التفسير العلمي بين المؤيدين والمعارضين:
مع أهمية الدور الذي يؤدية التفسير العلمي في كشف بعض أسرار القرآن فإن العلماء قد اختلفوا في قبوله ورفضه، فمنهم من رفض هذا التفسير واعتبره تكلفاً في فهم القرآن وتحميللً للآيات ما لا تحتمل وصرفاً للناس عن غاية القرآن الكريم وهدفه الكبير وهو الهداية والتشريع ومن الذين رفضوا هذا النوع من التفسير الإمام الشاطبي في كتابه الموافقات.
ومن ناحية أخرى اقتنع بعض العلماء بهذا التفسير ودعوا إليه وأبلَوا فيه بلاءً حسناً.
من هؤلاء في القديم: الإمام الغزالي، وأبو فضل المرسي، والامام السيوطي (١)
- - - - - - - - - -
من الذين قبلوا التفسير العلمي الإمام الغزالي وقد عقد الفصل الخامس من كتابه (جواهرالقرآن) في الترويج لهذا النوع من التفسير.
وأكد أن القرآن يحتوي على علوم الطب والنجوم وهيئة العالم وهيئة بدن الحيوان وتشريح الأعضاء وغير ذلك من العلوم.
بل قال إن في الأماكن علوم أخرى لم تظهر إلى الوجود.
وإن كان في قوة الآدمي أن يصل إليها وهذه العلوم التي لم تظهر ليست أوائلها خارجة عن القرآن وبدأ الغزالي يعدد بعض العلوم ويذكر إشارة القرآن لها.
والإمام السيوطي نحى نخو الغزالي وقال: إن القرآن اشتمل على كل العلوم حتى قال: إن القرآن اشار إلى أن عمر النبى ثلاثة وستين سنة ودلَّل على ذلك بأن قوله تعالى:
(وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا)
فى سورة المنافقون وهذه السورة هى السورة الثالثة والستون في ترتيب القرآن وهذا عمر النبي - ﷺ -.
أما أبو الفضل المرسي فقد توسع أكثر حتى لم يترك علم من علوم الدنيا والدين إلا واستشهد من القرآن عليه:
وهذا تكلف لا داعى له. لأن القرآن في غنى عنه


الصفحة التالية
Icon