قال تعالى: (ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً)
والعلقة لا تعني قطعة الدم كما تصور المفسرون القدامى رضى الله عنهم ولكن العلقة هى النطفة الأمشاج بعد أن تقطع رحلتها الطويلة من أسفل الرحم حيث تم الإخصاب إلى أعلى جدار الرحم وتعلقها به حيث يتم تكوينها.
أما الدم الذي يحيط بها فهو وقاية تحميها في مرحلة الضعف الأولى غنيٌّ عن الذكر أن العلقة في الأيام الأولى لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة ولكن يمكن رؤية الدم المحيط بها مما جعل القدامى يقولون إنَّ العلقة هى قطعة الدم الجامدة المتعلقة بجدار الرحم.
ثم يتكلم القرآن عن المرحلة الثالثة وهى مرحلة المضغة وعندها سنقف طويلا لإبراز بعض ما قاله الطب حول المضغة والتي قسمها القرآن إلى مضغة مخلَّقة وغير مخلَّقة
فما هى المضغة؟ وماذا يعنى قوله تعالى: (فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ)
ما هى المضغة المخلَّقة؟
وما هى المضغة الغير المخلَّقة؟
وماذا يريد القرآن أن يبين لنا؟
فى قوله تعالى: (لِنُبَيِّنَ لَكُمْ)
قبل أن أبدأ الحديث أقول الله أعلم بمراده، ولكننا نحاول أن نفهم القرآن على قدر إدراكنا للحقائق العلمية وفهمنا للغة القرآن
المضغة: قال المفسرون القدامى:
إن تسميتها مضغة مراعاة لحجمها فقد أصبح حجم الجنين في حجم قطعة اللحم التي تمضغ، وفسرها الطب الحديث بما سجلته عدسات التصوير ودراسة السقط فقال إن المضغة كقطعة اللحم التي مضغها الإنسان ثم أخرجها من فمه وأثر الأسنان واضح فيها.
والتفسيران يجليان دقة العبارة القرآنية.
ولكن ما هى المضغة المخلَّقة وغير المخلَّقة؟
راجعت التفاسير وأدركت الجهود الكبيرة التي بذلها العلماء رضى الله عنهم