وهذا الحديث مصداق لقوله تعالى: (قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ)
وقوله تعالى: (وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ)
والنبى عندما يتبرأ من نسبة الغيب إلى نفسه ثم يأتي القرآن ويكشف عن غيب الماضي فيصدقه التاريخ ويكشف عن غيب الحاضر فيصدقه الواقع ويكشف عن غيب المستقبل فتصدقه الليالى والأيام، فإن مغيبات القرآن تثبت أنه من عند الله.
غيب الماضي:
ساق العلماء عديدا من الشواهد التي تؤيد تصديق ما جاء في القرآن من غيب الماضي واخترت قضية أَعتقدُ أنها لم تشتهر في هذا المجال مع أهميتها وقوة دلالتها، هذه القضية هى تحريف التوراة.
إنَّ القرآن الكريم يوم أن أعلن عن تحريف اليهود للتوراة لم تكن التوراة قد نقلت للعربية ولم يكن النبي - ﷺ - قد استمع إليها.
قال تعالى: (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ).
قال قتادة رضى الله عنه: هم اليهود حرفوا كتاب الله وابتدعوا فيه وزعموا أنه من عند الله.
وقال ابن عباس رضى الله عنهما هم اليهود وكانوا يزيدون في كتاب الله ما ليس منه وما لم ينزله الله.
يقول الدكتور محمد شامة: سواء كان المراد هو التحريف بالزيادة والنقص أو وضع لفظ مكان لفظ أو تحريف المعنى بأن يعلنوا معنا غير الذي تدل عليه الكلمات