الوليد بن المغيرة:
سمع القرآن من النبي - ﷺ -، فوقع القرآن في قلبه. واستحوذ على وجدانه. وسارع إلى قريش، يعلن رأيه بصراحة بأن القرآن له حلاوة. وعليه طلاوة، وأن أعلاه لمثمر. وأن أسفله لمغدق. وأنه ليعلوا وما يُعلى عليه، وما هو من قول البشر.
ولكن أبا جهل سارع إليه متباكيا، وقال: أفزعنى قول قريش: أن الوليد أسلم ليصيب من طعام محمد، وأبى بكر.
تحير الوليد، وأهمته نفسه، وارتد عن الإسلام، وقال عن القرآن: إنه سحر.
قالها لإرضاء قريش، وليحافظ على منزلته بينهم.
فأنزل الله فيه وعيد في القرآن إلى يوم القيامة قال تعالى:
(ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا)
وهذا أشد وعيد في القرآن، لأن الله لا يشغله شيء عن شيء إلى قوله تعالى: (سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا)
سخرية أخرى فهو يأمِّله أنه سيخرج من النار، فيرهق نفسه في الصعود من الهاوية، ثم يعود فيهوي فيها، فيرهقه العذاب، ويرهقه الصعود. ثم ينكب في صقر - التي لا تبقى ولا تذر.
وفى سورة القلم. جاء وعيد جديد له: (سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ)
شبهه القرآن بالفيل وفى قوله تعالى: (عَلَى الْخُرْطُومِ)
تحقير له، ووعده بوضع علامة الخزي على أنفه - والأنف موضع اعتزاز العربى، فهو يعرف في جهنم بهذه العلامة.
أبو لهب (عبد العزى بن عبد المطلب) وامرأته:
عندما جمع النبي الناس، ليعرض عليهم دعوته. قال له عمه (أبو لهب) تبًّا لك ألهذا جمعتنا؟.
ومع أن هذا الحادث كان في أول عهد الدعوة. فقد نزل وعيد في شأن أبي لهب: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (١) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (٢) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ)
وانتهى أمر أبى لهب فالنار تنتظره لا محاله