بمجرد أن أخبرهم النبي - ﷺ - بها، دون سؤال أو مناقشة في تفصيلها، ذلك لأنهم آمنوا بما هو أكبر منها، وهو إيمان بالآخرة، وما فيها من نعيم وعذاب للروح وللجسد.
وبعد:
فالروح أنت. وهى سرُّ حياتك، ومقياس عظمتك الروح جوهرة، والجسد صندوقٌ فاخرٌ يحميها فقط.
تحتاج إلى غذاء وغذاؤها التقوى: (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى)
ويلزمها كساء. ولباسها التقوى: (وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ)
نظافتها التوبة: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)
تأنس بحبيبها سبحانه وتسعد بمعيته: (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ)
الكلمات لا تقوى على نقل سرها، لأن الورق موصل رديء للحرارة الروحية. ولكن.. من ذاق عَرف.
من غلبت عليه يرهق جسده، فيشعر بلذة عالية.
ما سرُّ أن يحاول الحجيج العودة إلى بيت الله الحرام، مع ما يعانونه من مشقة؟
لقد أدوا الفريضة.
فما سرُّ الإصرار على العودة؟
إنَّ أحرص الناس على السفر للحج هم الذين سبق لهم أداء الحج.
والشباب الذين يسافرون في رحلات الدعوة إلى الله سلوهم عن المتعة التي يشعرون بها وهم ينتقلون من بلد إلى بلد.


الصفحة التالية
Icon