(جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (٣٣) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ)
فأهل الإيمان مع تفاوت أعمالهم، وسعتهم الجنة، والجنة درجات بل هى جنات دونها جنات، كما وضحت ذلك سورة الرحمن، قال تعالى: (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (٤٦) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٤٧) ذَوَاتَا أَفْنَانٍ)
ثم قال القرآن بعد بيان نعيم الجنتين: (وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (٦٢) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٦٣) مُدْهَامَّتَانِ)
وسيأتي تفصيل المقارنة بين الجنتين إن شاء الله..
همم الناس
من الناس من تقوى هممهم لإدرك الكمالات الإنسانية وليس لهم مكان سوى الصدارة.
وهؤلاء يقبلون على الله بثقلهم.
وتستريح أنفسهم بإرهاق أجسامهم.
وإذا كانت النفوس كبارا | تعبت في مرادها الأجسام |
فيقضون أول الليل في العبادة: (كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ)
ومع قضاء الليل في العبادة يستغفرون الله في آخر الليل: (وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) فكأنهم يستغفرون الله عما حدث من تقصير في عباداتهم.
لذلك قال العلماء (حسنات الأبرار سيئات المقربين).
تراهم يسارعون إلى الخيرات، فهم يؤتون ما آتوا من صدقات وبرٍّ وقلوبهم وجلة، تخاف أن يرد الله عليهم صدقاتهم: (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ)