(إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا)
لأن شعاع بعضهم ينعكس على بعض.
(وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا).. لأن نفوسهم نقشت بجلال الله الملك، وخفايا الملكوت، فيستضيء بأنوار قدس الجبروت.
أما سورة الطور، فتضيف كلمة (لهم)، كأنهم عبيد لسادتهم: (وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ)
ولكن ما فائدة الخدم في جنة قطوفها دانية؟
إنه التكريم فقط..
إنَّ الضيف يمد يده لكوب الماء، فيسارع صاحب البيت ويدفعه له.
أما أصل الولدان، فقد سكت القرآن عنه.
والغيب يقتصر فيه بما أخبر صاحب الغيب سبحانه وأيُّ حديث عن المغيبات، بلا سلطان إلهي، فهو ضياع للوقت، وسبب لانتشار الإسرائيليات ولا ثمرة منه في العقيدة ولا في السلوك.
الأكواب وما فيها من شراب:
في سورة الواقعة: (يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (١٧) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (١٨) لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ)
وفي سورة الزخرف آية ١٧: (يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ)
وفي سورة الإنسان آية ١٦: (وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا (١٥) قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا)
ومجموع الآيات في موضوع الأكواب يعطينا هذه الحقائق فالأكواب من ذهب، وبعضها زجاج مصنوع من فضة، وإذا كانت


الصفحة التالية
Icon