لا يحدث أي فساد في العقل: (لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ)
والغَول بفتح الغين: هو الفساد الذي يصيب الإنسان فإذا أصاب العقل جعله يتخيل ما لا أصل له.
كما تصور العقل الجاهلي كائنا خرافيا أسماه الغُول بضم الغين.
بهذا تكمل الصورة للغلمان والأواني والشراب من كل جوانبها، وهذا سر التكرار في القرآن الكريم.
طعام أهل الجنة
تتبعت آيات القرآن في موضوع طعام أهل الجنة، فرأيت القرآن يؤكد على المعانى الآتية:
أولا: قدم القرآن الفاكهة على لحم الطير، مع أن السعادة في حياة الناس أن يقدموا اللحم على الفاكهة.
قد يكون هناك أسباب يدركها المتخصصون في علم الغذاء كقولهم: إنَّ المعدة تستفيد أكثر مما يدخلها أولا.
كما أن هذا الأسلوب يفيد الشبع الدائم: (وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (٢٠) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ)
ثانيا: أَكَّدَ القرآن الوفرة في الطعام ودوامه.
قال تعالى: (وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (٣٢) لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ)
فلا تقطع في موسم، ولا تمنع عنهم لغلو ثمنها، ولا لارتفاع أشجارها.
(فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (٢٢) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ)
ودنو القطوف سببه ثقل الثمار، وتذليل الله لها: (وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا).
ثالثا: يلمس القرآن نفسية المسلم لمسا عجيبا، ففي مكة