(إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ)
وشكر الله لهم هذا الجانب المعنوى من الجزاء الكريم بل هو أرقى هذا النعيم: (وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)
ثانيا: يتسائل البعض؟ هل عظم الأجر، وشدة العقاب، تتناسب مع حجم العمل؟
أقول: لا.. إن الأجر هبة من الله لمن صدقت نيته في إطاعة أمره سبحانه وسيدنا إبراهيم الخليل، خير مثال لتجسيد هذا المعنى.
لقد امتثل لأمر الله بذبح ولده، فنسخ الله التكليف بمجرد أن حدث القبول، وقبل أن يحدث التنفيذ..
(فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (١٠٣) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (١٠٤) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا)
وقد أخذ إبراهيم الأجر كاملا.
قال تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ)
(وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى)
(الَّذِي وَفَّى) أي أتى بكل شيء وافيا. مع أن الذبح لم يتم، ولكن النية صادقة، والعزم موجود، والسنة المطهرة أخبرتنا بأن الله قد غفر لقاتل التسعة والتسعين، عندما صدق عزمه، ونصحت توبته.
ولا يمكن لأحد أن يقول أن التوبة التي تابها تساوى الجرائم التي ارتكبها. ولكنه كرم الله.
ومن ناحية العذاب فكل ذنب مرشح للتوبة، وإذا كان الشرك لا يغفره الله لمن مات عليه: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ)
ولا يقبل من المشركين عملهم: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ)


الصفحة التالية
Icon