رابعا: ربط القرآن بين العمل والجزاء، هو القاعدة الإسلامية العامة التي يمكن أن نفهم في ضوئها ما ورد من أحاديث نبوية صحيحة، تقصر النجاة من النار على الإيمان وحده.
أخرج أبو داود، عن عبادة بن الصامت رضى الله عنه قال: قال رسول الله - ﷺ - "من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله حرمه الله على النار".
وعنه رضى الله عنه أن رسول الله - ﷺ - قال: "مَنْ قَالَ رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ (رواه أبو داود)
وعن معاذ بن جبل رضى الله عنه أن رسول الله - ﷺ - قال: (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة) رواه أبو داود
وهذه الأحاديث وأمثالها أجمع العلماء على أن ظاهرها غير مراد وقد أولها العلماء عدة تأويلات.
أولاً: قالوا أنها كانت قبل أن يشرع الله سبحانه فروع الشريعة.
وهذا التأويل لا أرتاح له، لأن عبادة بن الصامت من الأنصار، وقد دخل الإسلام بعد فرض الصلاة، وهى من الفروع كما نعلم.
ثانيا: يرى الإمام البخاري أن هذه الأحاديث تعنى أن يقول كلمة التوحيد، عند الموت، وقد تاب قبلها من المعاصى.
لأن ساعة الموت هى وقت الأمل لا وقت العمل.
وقد ذكر المرحوم الدكتور محمد عبد الله دراز، كلمة قَيِّمة في هذا الموضوع: قال: (قد يتخذ من أمثال هذه الأحاديث ذريعة إلى طرح التكاليف، وإبطال العمل، ظناً أن ترك الشرك كاف. وهذا يستلزم


الصفحة التالية
Icon