طى الشريعة وإبطال الحدود وإن الترغيب في الطاعة
، والتحذير من المعصية لا تأثير له.
بل يقتضى الأخذ بظواهرها الانخلاع عن الدين، والانحلال من الشريعة.
ولكن الأحاديث إذا ثبتت صحتها، يجب ضم بعضها إلى بعض، لأنها في حكم الحديث الواحد، فيحمل الحديث المطلق (كالأحاديث التي ذكرتها) على الحديث المقيد كالأحاديث التي تكلمت عن فروع الشريعة، ليحصل العمل لجميع ما جاء عن رسول الله - ﷺ -.
والقرآن يربط بين العمل والجزاء كما أخبرتنا سورة الواقعة ليقطع بذلك أطماع الكافرين، وانحرافات أهل الكتاب، ولينشط الكسالى من المسلمين.
قال تعالى: (أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (٣٨) كَلَّا).
هذه في مقام الرد على المشركين. وإن كان اللفظ عامًّا
أما انحراف بعض أتباع الأديان وطمعهم في دخول الجنة بلا عمل فهذا شيء يرفضه القرآن.
فاليهود قالوا: نحن شعب الله المختار.
والنصارى قالوا: أبانا الذي في السماء.
فرد عليهم القرآن بقوله: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ).
هذا.. ولم يجامل القرآن كسالى المسلمين الذين فرقوا بين الإيمان والصالحات من العمل. مع أن سنة القرآن الربط بينهما دائماً.