قال تعالى: (لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (١٢٣) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا).
إنَّ اعتناق الإسلام شرط لدخول (جامعة الازهر)
مثلا.. ولكن اعتناق الإسلام وإن حسنت درجته لا يكفى لتحقيق النجاح.
وقد توهم من قال: لا يضر مع الإيمان معصية. توهم وخالف منهج الله..
إنَّ الربط بين العمل والجزاء هو عدل الله المطلق. ثم لا حرج على فضله سبحانه.
(لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا (٢٥) إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا).
جاء آدم إلى الدنيا ومعه (الكلمة) فأدركت الدنيا أبعاد هذا المخلوق في أداء ما خلق له من عمار الأرض.
لأنه بالكلمة سوف يقرأُ أسرار هذا الكون، فالكون كلمة قالها الله سبحانه فكان هذا الوجود كما أراده.
أدركت الدنيا أنَّ المخلوق الجديد سوف ينقل معارفه عن طريق الكلمة إلى الأجيال التي بعده. ليبدأ كل جيل من حيث انتهى سابقه.
فالكلمة حضارة. والكلمة عمران. والكلمة معارف. وليس ذلك لأحد سوى الإنسان.
أما غيره من الحيوان فإن استطاع أن يتقبل التعليم كحيوان السرك إلا إنه لا يستطيع أن ينقل معارفه المكتسبة إلى الجيل الثانى من ذريته.
جاء آدم إلى الأرض بنعمة البيان: (خَلَقَ الْإِنْسَانَ (٣) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ).
وأصبح البيانُ شامة تميز هذا المخلوق في طريقه للهداية أو للضلال.