فأيُّ صعوبة في الإيمان بالبعث والشواهد تتكرر في داخلنا كل لحظة لتؤكد هذا الاعتقاد.
شبهة تداخل الأجسام:
قالوا: إن الأجسام تتحلل وتتداخل في بعضها وتختلط بالأرض ويصعب فرزها لإعادتها. فكيف تبعث الأجسام؟
والقرآن قد حكى شبهتهم في سورة السجدة ثم رد عليها.
قال تعالى: (وَقَالُوا أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ)
وختام الآية بقوله: (هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ)
يؤكد أن هذا التشكيك سببه عمى بصيرتهم عن إدراك قوة الله.
على أنَّ الإمامَ أبا حامد الغزالي، لا يرى مانعا من القول بأن الله سيخلق أجسام جديدة. يخلقها الله يوم القيامة ليضع فيها النفس التي عاشت في الدنيا والنفس هى مجال الإدراك وبها الشعور.
ولكن القرآن دفع الشبهة من أصلها عندما روى لنا قصة إبراهيم والطير، قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى)
(قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ)
(قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي)
(قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
فالطيور ذبحها إبراهيم عليه السلام ثم خلط لحمها بعظمها ووزعها على الجبال ثم دعاهن إليه فأتين سعيا لم تختلط ريشة من ريش نوع بنوع آخر ولا منقار نوع بمنقار نوع آخر.