ولكن التسمية شاقة على الحنجرة عند النطق بها فتوحى هذه المشقة بصورة الشجرة في النفس.
والتزقم، هو البلع بصعوبة، لكره المبلوع..
وقد جاءت آيات أخرى في مواضع مختلفة في القرآن توضح الأمر.
قال تعالى في سورة الصافات: (أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (٦٢) إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ (٦٣) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (٦٤) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (٦٥) فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ)
ويجب أن نقف قليلا عند هذه الآية الكريمة، لنسجل بعض المعانى..
شجرة الزقوم فتنة للظالمين.. (إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ)
وقد أكدت سورة الإسراء هذا المعنى في قوله تعالى:
(وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ)
فالرؤيا هى الإسراء والمعراج، والشجرة الملعونة في القرآن هى شجرة الزقوم، ووجه الفتنة فيهما أن الأمرين لا يصدق بهما إلا عقل مؤمن.
أما أصحاب العقول الصغيرة من الملاحدة فيصعب عليهم الإيمان بإسراء النبي - ﷺ - كما يصعب عليهم التصديق بوجود شجرة في قاع جهنم.
وقد ذكرت في كتابى (حتى لا نخطئ فهم القرآن) الجزء الثالث: أن بعض الكائنات الدقيقة يمكنها أن تعيش في جو شديد الحرارة يصل إلى (١٥٠) درجة وهذه الدرجة أعلى من درجة انصهار بعض المعادن، كالرصاص والقصدير، وفى الوقت نفسه يمكنها أن تحافظ على حياتها في درجة برودة (الصفر المطلق) أي في حوالى (٢٧٣) درجة تحت الصفر فهى تتحمل فرق مناخ:
= ١٥٠+٢٧٣= ٤٢٣ درجة.