فكيف يصدقون هذا؟.. ويصدقون من أخبار العلم أعجب من هذا، ثم يتطاولون على الله؟ (إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (٦٤) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ)
فى القبح، وهذا تشبيه بالتخيل، لأن القارئ لم يشهد رؤوس الشياطين ولكن النفس تشبه الشيء القبيح برؤوس الشياطين، والشيء الجميل بالملاك مع أنهم لم يروا الملآئكة.
وقد وصف النسوة يوسف عليه السلام بأنه ملك كريم، قال تعالى: (فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ)
(فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ)
امتلاء البطن من هذا الطعام لون جديد من العذاب. لأنه طعام تفرض عليهم الخزنة أن يأكلوه كما يفرض عليهم الجوع ذلك. فإذا وصل هذا الطعام إلى معدتهم، فسورة الدخان توضح ما يحدث فيها.. (إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ (٤٣) طَعَامُ الْأَثِيمِ (٤٤) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (٤٥) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ)
أما سورة الحاقة فتخبر عن طعام أسمته (غسلين).
(فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ (٣٥) وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ (٣٦) لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ)
والغسلين حفظنا الله جميعا منه هو ما يسيل من غسل الجروح من قيح وصديد فهو على وزن فعلين من الغسل. كما قال الآلوسى.
وسورة الغاشية ذكرت (الضريع) قال تعالى: (لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ (٦) لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ)
والضريع شوك ترعاه الإبل رطبا وتعلفه يابساً، وما أشد يبوسته في النار. فالأطعمة في النار ثلاثة.
ولكل فريق ما يستحقه من طعام، فمنهم آكل الزقوم، ومنهم آكل الغسلين، ومنهم آكل الضريع


الصفحة التالية
Icon