لذا وجب على أهل العلم أن يبينوا للناس معاني القرآن الكريم باللغات الحية، سواء أكان بطريق الكتابة أم المشافهة، لقول الله عز وجل: ﴿ وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه ﴾ (آل عمران: ١٨٧).
وتبيين الكتاب للناس يشمل ألفاظه ومعانيه كما هو ظاهر.
وعلى هذا يكون تفسير القرآن الكريم مما أخذ الله به العهد على أهل المعرفة والبيان.
ومن هنا يظهر جليا أهمية القيام بترجمة معاني القرآن الكريم وتفسيرها إلى مختلف اللغات غير العربية. وذلك جائز في الأصل وقد يكون واجبا عندما يتعذر إبلاغ الإسلام إلى غير الناطقين باللغة العربية –إلا بها- لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب كما هو مقرر في القواعد الأصولية.
ومن هذا المنطلق قام علماء الإسلام قديما وحديثا في عدد من الأقطار بترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغات المحلية الحية أداء للرسالة ونصحا للأمة.
هذا ومن بين اللغات التي ترجمت بها معاني القرآن الكريم: اللغة الأمهرية الرسمية في جمهورية إثيوبيا (الحبشة)، وذلك في عهد الإمبراطور هيلا سلاسي قبل ثلاثة عقود من الزمن، أي عام ١٩٦٦م.
والجدير بالذكر هنا أن فكرة الترجمة وحاجة الناس إليها لم تصدر عن أفراد أو جماعة من المسلمين رغم أهميتها، وإنما جاءت بالعكس من أكبر عدوٍّ لهم آنذاك كي تستخدم أداة هدم للإسلام وإضعافا للمسلمين، ولكن الله غالب على أمره فلم تتحقق الأهداف المرجوة لصاحبها، بل انتقم الله منه وقتله شر قتلة على أيدي صغار جنوده الثائرين ضده.
سبب فكرة هذه الترجمة وهدفها:


الصفحة التالية
Icon