ومع هذا المكر والخداع كان الطاغية يمتن على المسلمين أنه حقق العدل والمساواة بينهم وبين النصارى الذين لهم نصيب الأسد في كل شيء، ولكن الخطة الحقيقية التي وضعها الداهية كشفها بنفسه عندما زار الولايات المتحدة سنة ١٩٥٤م وخطب في الكونجرس الأمريكي لشرح أهدافه وبرامجه الإصلاحية والتقدمية في بلده فقد قال: "إن أهم الأهداف التي نسعى إليها هو توحيد الدين واللغة في بلادنا وبدون ذلك لا يمكن أن نحقق شيئا من التقدم".
وعندما سأله بعض الصحفيين آنذاك عن المسلمين في بلده قال: "نعم توجد أقلية مسلمة في جنوب المملكة هرر" مع أن عدد المسلمين لم يكن أقل من النصارى يوماً إن لم يكن أكثر وتؤكد هذا الحكومة الحالية. ويضيف مقللاً لعدد المسلمين قائلاً: "اعتنقت هذه الأقلية الإسلام بتأثير من الأجانب، وقد وضعنا لها برنامجا منذ اثني عشر عاماً، فلا يمضي وقت طويل حتى تعود إلى حظيرة دين آبائها"، ويريد بالطبع أنه وضع برنامجاً لتنصير المسلمين في الحبشة حتى لا يبقى فيها مسلم واحد كما في كتاب "إثيوبيا والعروبة والإسلام عبر التاريخ" لمؤلفه الشيخ محمد الطيب اليوسف. ولكن الله جل وعلا قلب عليه خطته قبل أن ينفذها على المسلمين ودمره فلم يبق له أثر ولكن الظالمين لا يعملون.. وعلى أي حال أصبحت هذه الترجمة المسماة بـ (قدوس قرآن) –القرآن المقدس- أصبحت أول ترجمة في تاريخ الحبشة مع سلبياتها وإيجابياتها.
سلبيات هذه الترجمة:
وأما سلبيات الترجمة فقد أوجزها معلق مؤسسة الهدى عندما حاول تطوير هذه الترجمة حيث قال:
كانت هناك ملاحظات عديدة على هذه الترجمة من أهمها:
خلوها من اتباع مذهب السلف في بيان معاني بعض آيات الأسماء والصفات، وخلوها أيضا من النص العربي للقرآن الكريم.
الاختصار المخل والإيجاز الشديد في ترجمة معظم الآيات.
ركاكة التركيب وضعف الأسلوب وعدم جزالة المعاني.