الاهتمام المفرط في مراعاة المفردات اللغوية والتركيبات الجملية ومراعاة التذكير والتأنيث.. إلخ بوضع ترجمة كل كلمة بإزائها، الأمر الذي جعل الترجمة أقرب إلى ترجمة حرفية منها إلى ترجمة معنوية تفسيرية. انتهى ما قاله المعلق. وأنا أضيف إلى هذا:
استخدام المفردات أو العبارات البالية التي مضى عليها زمن بحيث لا يستطيع القارئ المعاصر فهمها.
وقبل ذلك كله تسميتها بعبارة معناها القرآن المقدس، حيث يوهم أنها قرآن وبالتالي مقدس، وهذا أمر خطير ولا سيما مع عدم النص القرآني معها.
إيجابيات هذه الترجمة :
شعر الناس أن في كتاب الله رسالة وأهدافاً هامة.
بدأ المفكرون والكُتَّاب يستدلون بالآيات القرآنية اعتماداً على هذه الترجمة، وكانوا قبل ذلك يتهيبون من ذلك.
بدأ المسلمون يتساءلون ويتطلعون إلى ترجمة وافية صحيحة واضحة ما دام ذلك ممكناً.
رأى بعض العلماء والمثقفين وجوب القيام بهذا الأمر إما تصحيحا وتهذيبا لهذه الترجمة الموجودة، وإما تأسيسا لترجمة مستقلة أخرى تكون أسهل للقراء وأقرب للصواب.
مرحلة التطوير :
تبنَّت الفكرة الأولى لجنة الشيخ بشير داود، وأجرت بعض التعديلات والتعليقات على الترجمة، وأظن أن هذه النسخة قدمت للمجمع ولا أراها تفي بالمطلوب.
ثم تلتها في أصل الفكرة مؤسسة الهدى للنشر والإعلام بعنوان: "القرآن الكريم وترجمة معانيه إلى اللغة الأمهرية"، وقامت المؤسسة بمزيد من الإضافات والتعديلات والإيضاحات في ثنايا الكلمات والسطور بدون حذف من الأصل، ولكنها تشرح المعنى الإجمالي في الحاشية في محاولة لتلافي الخلل الملاحظ في الأصل، وبهذا استعادت بعض ما فقد في الأصل من جزالة المعاني القرآنية إلى حد ما.
وقامت بجهود مكثفة للخروج بنتيجة أفضل، وتحقق لها بعض ذلك، وإن كانت هناك ملاحظات أخرى. هذا ولم تزل هذه الخطوة في مرحلة البداية حيث طبعت الأجزاء الثلاثة الأولى فيما بلغني حتى الآن.


الصفحة التالية
Icon