الأردية: تعد ترجمة شاه رفيع الدين الدهلوي أول ترجمة لمعاني القرآن الكريم إلى اللغة الأردية وهي حديثة نسبياً، حيث صدرت أول طبعاتها بكلكتا في الهند عام ١٨٤٠م، إلا أن تاريخ ترجمة سور وآيات مختارة من القرآن الكريم أقدم من هذه الترجمة بكثير وحدثت في عصور مبكرة، إذ يذكر أحمد خان(١)أن ترجمة معاني القرآن الكريم إلى هذه اللغة قديمة قدم اللغة نفسها فقد ظهرت في القرن العاشر الهجري وأُلف بها عدد من الترجمات الجزئية، ويلاحظ أحمد خان على الترجمات الأردية المبكرة عموماً الحرفية، وعندما بدأ الناس في سلوك مسلك الترجمة التفسيرية خلطوا أهواءهم في الترجمة(٢).
ولكن الأمر الأكثر إثارة للاهتمام في تاريخ ترجمة معاني القرآن الكريم ليس مدى تبكيرها أو تأخرها في الظهور ولكن الأغراض التي استخدمت الترجمة لخدمتها، وهناك محطات مؤثرة تجدر الإشارة إليها.
أهم هذه المحطات هي ترجمة دير كلوني إلى اللاتينية التي ظهرت في القرن السادس عشر الميلادي وتأثر بها كثيراً دي رير في ترجمته الفرنسية لمعاني القرآن الكريم ومن ثم أثرت ترجمته في ترجمات معاني القرآن الكريم الأولى إلى الإيطالية، والهولندية، والألمانية، والفرنسية، والروسية.

(١) د/ أحمد خان بن علي محمد، "تاريخ تطور ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الأردية: مع ببليوغرافية الترجمات الكاملة والمنشورة لمعاني القرآن الكريم"، بحث مقدم في ندوة ترجمة معاني القرآن الكريم: تقويم للماضي وتخطيط للمستقبل، المنعقدة في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف عام ١٤٢٣هـ.
(٢) المرجع السابق، ص ٣.


الصفحة التالية
Icon