وهما: المقابلة الشكلية (Formal ﷺ quivalence) والمقابلة الدينامية (Dynamic ﷺ quivalence) التي يفضَّل تسميتها اليوم بالمقابلة الوظيفية (Functional ﷺ quivalence).
وهاتان الطريقتان تقابلان، مع الاختلاف، ما يُعرف في مجال ترجمة معاني القرآن الكريم بالحرفية والمعنوية، فالمقابلة الشكلية هي الحرفية، والمقابلة الدينامية هي المعنوية، وصاحب هاتين الطريقتين هو يوجين نايدا(١)، غير أن الاصطلاح المفضَّل اليوم للمقابلة الدينامية هو المقابلة الوظيفية، إذ يفضِّل منظرو ترجمة معاني الإنجيل هذه التسمية خدمة لوظيفة النص.
ويعِّرف نايدا وتيبر المقابلة الدينامية كالتالي: "هي الترجمة التي يتم فيها نقل رسالة النص الأصل إلى اللغة المستقبِلة بطريقة تحاكي فيها ردة فعل المستقبِل ردة فعل قراء النص الأصل، وعادة ما يتغيَّر في طريقة الترجمة هذه مبنى الأصل، ولكن طالما أن هذا التغيير يتبع قواعد مطابقة الأصل، والتطابق السياقي في النقل، وبما أن الرسالة لا تتغير فإن هذه الترجمة أمينة"(٢)أ. هـ.
وتختلف المقابلة الدينامية في ترجمة الإنجيل عن الترجمة المعنوية للقرآن الكريم في أن المقابلة الوظيفية يسمح فيها للمترجم بإطلاق يده في تغيير ما يلزم في الأصل ليجعل من الترجمة مفهومة تماماً في اللغة المستقبلة، وينطوي هذا على كثير من التطويع الثقافي من أجل أن تُحدِث الترجمة في قرائها ردة الفعل نفسها التي يحدثها الأصل في قرائه وتستثير فيهم العواطف نفسها.

(١) انظر:
Nida، ﷺ. (١٩٦٤) Towards a Science of Translating. Leiden: ﷺ. J. رضي الله عنrill.
Nida، ﷺ. and Taber، C. (١٩٦٩) The Theory and Practice of Translation. Leiden: ﷺ. J. رضي الله عنrill.
(٢) المرجع السابق، ص ٢٠٠.


الصفحة التالية
Icon