كما يعرفان المقابلة الشكلية على أنها الترجمة التي: "يُنقل فيها مبنى الأصل بشكل آلي إلى اللغة المستقبِلة، وعادة ما تخرب المقابلة الشكلية المبنى النحوي والأسلوبي للغة المستقبِلة، وبذلك تغيِّر الرسالة، وتتسبب في تشويش ذهن القارئ أو في وجود صعوبة في فهم النص"(١)أ. هـ، وهي تشابه بهذا الترجمة الحرفية المقصودة في ترجمة معاني القرآن الكريم.
ولكنَّ هاتين الطريقتين تطورتا نحو الاعتدال منذ ذلك الوقت فأصبحت الترجمة الدينامية أقل تسلطاً على النص ووضع لها كثير من الضوابط(٢)وسميت المقابلة الوظيفية وأصبحت الترجمة الحرفية أقل حرفية(٣).
ولا يوجد خلاف في الوقت الراهن حول تطبيق أي من الطريقتين، فكلاهما وارد بحسب الغرض المقصود من الترجمة، فالمقابلة الوظيفية تُستخدم عادة في الترجمات التي يراد بها القراءة الشخصية المنفردة للإنجيل من أجل الفهم والاعتبار، أما المقابلة الشكلية فتستخدم في الترجمات التي يراد بها القراءة بصوت مرتفع أمام رواد الكنيسة أيام الآحاد والمناسبات الدينية، إذ يتم التركيز هنا على جمال وموسيقى العبارة لا على المعنى لتسهل قراءتها في الخطب المثيرة وغناء أجزاء منها بشكل جماعي(٤).
(٢) انظر دليل مترجمي الإنجيل التالي:
Barnwell، K. (٢٠٠٢) رضي الله عنible Translation: ﷺn Introductory Course in Translation Principles. SIL.
(٣) ورغم النقد والمراجعات الكبيرة التي تعرضت لها نظرية نايدا فإنها في حقيقتها ولدت كبيرة ولم يكن نايدا ليطلق العنان فيها للمترجم ولكنه قيدها بشروطه غير المعلنة، ولكن الجرأة الكبيرة في طرحه أدت إلى كل هذه المداولات حول طرحه للمقابلة الدينامية.
(٤) يورد تيموثي ويلت (Timothy Wilt) ملحقاً في كتابه المعنون: رضي الله عنible Translation: Frames of Reference، بعدد من مشاريع ترجمة الإنجيل يوضح فيها النظرية المتبعة في الترجمة، وسياقها الاتصالي، ص٢٥٥-٢٦٧.