وفي ((الجامع الصغير)) سكت عليه (١). فتعقبه المناوي بقوله (٢) :(ظاهر صنيع المصنف أن البيهقي خرّجه وسلّمه، والأمر بخلافه؛ بل عقّبه بما نصه: في إسناده ضعف، وروي من وجه آخر ضعيف عن أنس – إِلى هنا كلامه) اهـ. وفي ((ضعيف الجامع)) قال (٣) : ضعيف. وظاهر أن حكمه على هذا اللفظ بالضعف قصور، ؛ لأن في سنده يحيى السمسار المعترض في سند اللفظ قبله، والذي من أجله حكم عليه بالوضع، فكان من حق مرتبة هذا اللفظ: الحكم بالوضع؛ لأن مدار الحديث بلفظيه على: يحيى السمسار، وهو مرمي بالكذب. وعليه فهذا الحديث من وجهيه بألفاظه الثلاثة: لا يعتبر بواحد منهما؛ لوجود من رمي بالوضع في إسناد كل منها. والله أعلم.
٢- حديث ابن عباس، رضي الله عنهما:
عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - ﷺ - :((من قرأ – يعني القرآن – حتى ختمه، كانت له دعوة مستجابة، معجلة أو مؤخرة)).
رواه ابن عدي (٤)، والبيهقي من حديث طويل (٥)، وقد فات كلاً من: القرطبي (٦)، والنووي (٧)، وابن علان (٨) : مخرجه. ومدار سنده عند: ابن عدي، والبيهقي على: حفص بن عمر حكيم، الملقب بالكفْر، وهو: واهي الحديث، كما يعلم ذلك من ترجمته في ((الميزان)) (٩). و((لسانه)) (١٠)، فلا يعتبر بحديثه. والله أعلم.
؟ تنبيه: عند القرطبي ومن بعده بلفظ ((معجلة أو مدخرة)) والذي عند: ابن عدي، والبيهقي بلفظ ((معجلة أو مؤخرة)).
٣- عن جابر، رضي الله عنه:
(٢) فيض القدير ٥ / ٥٢٣.
(٣) ١٠) برقم ٥٢٦٧.
(٤) الكامل ٢ / ٧٩٥.
(٥) شعب الإِيمان ١ / ٣٥٥ / ب. نسخة نور عثمانية.
(٦) التذكار ص ٨٤- ٨٥.
(٧) الأذكار مع شرحها ٣ / ٢٤٦.
(٨) الأذكار مع شرحها ٣ / ٢٤٦.
(٩) ١ / ٥٦٣.
(١٠) ٢ / ٣٢٥- ٣٢٦.