وأمَّا إكمال الختم، ويقال: ((تتمته))، ومعناه: أن يقرأ المأموم ما فات الإِمام من الآيات، وأن يعيد الإِمام بعد الختم ما فاته من الآيات. وقد سُئل عنه الإِمام أحمد رحمه الله تعالى فقال: نعم، ينبغي أن يفعل، قد كان بمكة يوكلون رجلاً يكتب ما ترك الإِمام من الحروف وغيرها، فإذا كان ليلة الختم أعاده. وإنما استحب ذلك لتتم الختمة ويكمل الثواب (١). وأما وقت الختم: بمعنى ختمه في مساء الشتاء، وصباح الصيف (٢) ووصل ختمة بأخرى؛ بقراءة الفاتحة وخمس آيات من سورة البقرة قبل الشروع في دعاء الختم (٣)، وتكرار سورة الإِخلاص ثلاثاً، والتكبير في آخر سورة الضحى إلى سورة الناس داخل الصلاة أو خارجها، وصيام يوم الختم.
فهذه الأبحاث الستة لا يصح فيها شيء عن النبي - ﷺ - ولا عن صحابته رضي الله عنهم، وعامة ما يروى فيها مما لا تقوم به الحجة.
(٢) المغني مع الشرح الكبير ١ / ٨٠٣، التبيان ص١٢٥، شرح الأذكار ٣ / ٢٤٢- ٢٤٣، التذكار ص٧٩- ٨٠، البرهان للزركشي ١ / ٤٧٢، الإِتقان ١ / ١١٠. وفي هذه المسالة حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه مرفوعاً: ((من ختم القرآن أول النهار صلت عليه الملائكة حتى يمسي)).. الحديث. رواه أبو نعيم في ((الحلية ٥ / ٢٦))، وهو ضعيف، وفيها أيضاً آثار عن بعض الصحابة رضي الله عنهم، والتابعين كما في: الزهد لابن المبارك برقم ٨١٠، ومصنف ابن أبي شيبة برقم ١٠٠٨٨، وابن نصر كما في مختصر قيام الليل ص١٠٩، وفضائل القرآن للفريابي برقم ٩٢ / ٩٤، وغيرها.
(٣) انظر: شرح الأذكار ٣ / ٢٤٤. وحديث: الحال المرتحل. يأتي بعد قليل.